البيت أضاءَ بلوحتك

04 فبراير 2020
(مقطع من لوحة لكمال بُلّاطه)
+ الخط -

(عن كمال وإليه)


كانَ خَجِلاً
مِنْ موتِه
مثلَ ولدٍ احتفلوا بعيدِ ميلاده وهو غائب
كانَ خَجِلاً
من الهدايا والحُب والحلوى وحضورِ جميعِ أصحابه
كانَ خَجِلاً
وأوشكَ أن يبكي
قلتُ له إنّ الموت لم يغيِّر شيئاً
كانَ خَجِلاً
وبكى.


■ ■ ■


إنّ البيت أضاءَ بلوحتك البيضاء
لم يعد مهجوراً
والحياةُ دبّت منه إلى اللوحةِ
ومن اللوحة البيضاء إليه.
البيتُ الذي كنتُ فيه غريباً
أصبح بيتي، لبُرْهةٍ.
في الليل أضاءت اللوحةُ
والآياتُ تُتلى
والسُوَرُ،
أضاءت اللوحةُ
بنوافذها السِّت
وكانت معي في الظلمات
كما كنتُ معها.

ومع هذا
فاللوحةُ جالسةٌ
في إطارها الخشبيّ
ومستعدّةٌ مثلي
أن تغادر البيت.


■ ■ ■


أما أنا، فأقول:
لا صديقَ لحيٍّ
في الموت تُعْقَدُ الصداقات.

المساهمون