خصّص البنتاغون في موازنته الجديدة 64 مليار دولار للحرب في سورية والعراق وأفغانستان، جاء ذلك في إطار إقرار مجلس الشيوخ الأميركي، مشروع قانون ميزانية لوزارة الدفاع في السنة المالية 2015 بلغت 584 مليار دولار.
وحسب الموقع الالكتروني لمجلس الشيوخ، تدخل ضمن مبلغ الـ64 مليار دولار المخصص في الموازنة تكاليف الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، في سورية والعراق وبرنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية، والتي خصص لها البنتاغون مبلغ 5 مليارات دولار.
وبموافقة 89 نائباً واعتراض 11، وافق مجلس الشيوخ على مشروع القانون وأرسله للرئيس باراك أوباما للتوقيع عليه ليصبح قانوناً.
كما تشمل الميزانية 350 مليون دولار لتمويل القبة الحديدية الإسرائيلية (نظام دفاعي ضد الصواريخ).
وتدفع دول المنطقة ثمناً باهظاً للحرب الدائرة منذ عدة أشهر، وكان العراق، الذي تلقى فيه تنظيم داعش أول ضربات التحالف الدولي بقيادة أميركا، أكثر المتضررين، بخسائر تراوحت بين 4 و5 مليارات دولار، حسب تصريحات محافظ المصرف المركزي العراقي، علي محسن إسماعيل العلاق، أول أمس، والذي أشار إلى إبرام عقود تسليح بمليارات الدولارات، نظراً لاستمرار الحرب على داعش.
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصاد العراق بنسبة 2.7% هذا العام بعدما سيطر تنظيم "داعش" على مساحات شاسعة من إحدى كبرى الدول المصدّرة للنفط، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط بنحو 48%.
وكان البنتاغون قد عقد صفقة تسليح للعراق بقيمة مليار دولار، في وقت سابق، وتضمنت الصفقة طائرات تدريب قتالية ومناطيد استطلاع وعربات "هامفي" مدرعة.
ثم جاء الاقتصاد السوري في المرتبة التالية من حيث الخسائر، جراء تدمير ضربات التحالف الدولي حقول النفط ومنشآت ومبان في المناطق التي تسيطر عليها داعش، إلا أن أي جهة حكومية لم تستطع تحديد الخسائر أو كلفة الحرب. وقال الاقتصادي السوري، سمير رمان، لـ"العربي الجديد"، في تصريحات سابقة، إنه ليس من السهولة بمكان معرفة خسائر سورية أو حجم الأموال التي ستنفق على ضرب تنظيم داعش، لأن لا معطيات محددة حتى الآن، سواء من حيث الزمن أو الطلعات الجوية أو حتى المواجهة البرية.
وتابع رمان قائلاً: "حسب ما سرّبته وزارة الدفاع الأميركية، فإن تكلفة الحرب على داعش تبلغ يومياً نحو 5.7 ملايين دولار منذ بداية العمليات الجوية في العراق، أي وصل الإنفاق حتى الآن إلى نحو 500 مليون دولار".
ولكن هذه الأرقام ستتغيّر بعد توسعة الحرب وتكثيف الضربات التي تشمل سورية إلى جانب العراق، وهذا ما أشار إليه إيليسا شميث، الناطق باسم البنتاغون، من أن كلفة الحرب على داعش في سورية والعراق ستصل سنوياً إلى نحو 7.2 مليارات دولار.
وبعد سيطرة "داعش" على شرايين حيوية في الشمال العراقي، خصوصاً الطرق التجارية الاساسية، التي تربط التجارة الدولية بين العراق ودول مجاورة، تأثرت الصادرات اللبنانية بشكل مباشر، وخصوصاً أن التجارة الدولية بين لبنان والعراق شهدت تطوراً في السنوات الماضية.
كذلك تضررت الأردن، وبلغت خسائر القطاع الصناعي جراء الاضطرابات، التي تشهدها المنطقة من بداية الحرب، نحو 423 مليون دولار، حسب نائب رئيس غرفة صناعة عمان، فتحي الجغبير، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد".
ولم تكن إيران بعيدة عن الخسائر، وهي التي أعلنت سابقاً عن تأخير خطة لتصدير الغاز الطبيعي إلى العراق، بسبب القتال الدائر.