بعثت بيانات البطالة والتشغيل برسائل غير سارة للحكومة في المغرب في اليوم ذاته الذي أبرمت فيه مع رجال الأعمال والمصارف ميثاق النمو والتشغيل، الذي يراد منه الحد من تداعيات الانكماش الذي يرتقب أن يتعدى 5 في المائة في العام الحالي، على الأسواق.
وساهم الجفاف والحجر الصحي في زيادة عدد العاطلين في المغرب بحوالي نصف مليون شخص جديد، كي يتعدى معدل البطالة 12 في المائة، وهو مستوى لم يعرفه المغرب منذ 19 عاماً.
وتفيد بيانات المندوبية السامية للتخطيط، حول البطالة والتشغيل، بأن عدد العاطلين ارتفع 496 ألفاً في مقارنة بين الربع الثاني من العام الحالي والفترة نفسها من العام الماضي، حيث انتقل عدد العاطلين من 981 ألفاً إلى 1.48 مليون، وهو ما يمثل زيادة بحوالي 50 في المائة.
وأوضحت المندوبية في تقرير لها، نشر مساء الخميس، أن الزيادة موزعة بين 311 ألف معطّل عن العمل في المدن و185 ألفاً في الأرياف. ولاحظت أن معدل البطالة انتقل بين الربع الثاني من العام الماضي والفترة نفسها من العام الجاري من 8.1 في المائة إلى 12.3 في المائة.
وأكدت أن معدل البطالة انتقل في الأرياف من 3 في المائة إلى 7.2 في المائة، بينما انتقل في المدن من 11.7 في المائة إلى 15.6 في المائة، ملاحظة أن معدل البطالة ارتفع بين الرجال من 7.2 في المائة إلى 11.3 في المائة، وبين النساء من 11.1 في المائة إلى 15.6 في المائة.
غير أنه تبين أن الشباب هم الأكثر معاناة من البطالة بين الربع الثاني من العام الماضي والفترة نفسها من العام الجاري، حيث ارتفعت النسبة ضمن الفئات المتراوحة أعمارها بين 15 و24 عاما من 22.2 في المائة إلى 33.4 في المائة.
وأظهرت الأرقام أن فقدان فرص العمل طاول بشكل كبير قطاع الزراعة والغابات والصيد.
وأكد محمد الهاكش، الخبير وعضو الاتحاد الوطني الزراعي، أن الجفاف الذي عرفه المغرب في العام الحالي، سيساهم في تفشي البطالة في الأرياف، علما أن تدابير الحجر الصحي والطوارئ الصحية، ستحول لأول مرة في العقود الأخيرة، دون هجرة الأفراد من الأرياف نحو المدن من أجل البحث عن فرص عمل.
ولاحظ أن البطالة التي ارتفعت في الأرياف لا يمكن أن تخفي وضعية الأشخاص الذين يعتبرون عمالا رغم إدراجهم ضمن النشيطين في العمل غير المصرح عنه، كما أن ظروف الحجر الصحي دفعتهم إلى تعظيم عدد العاملين بدوام جزئي، الذي انتقل من 994 ألفاً إلى 1.35 مليون في الربع الثاني من العام الحالي.