البرلمان العراقي المقبل: وجوه جديدة وأخرى مخضرمة

15 مايو 2018
تعويل على الوجوه الجديدة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

من المتوقع أن يشهد البرلمان العراقي المقبل وصول وجوه جديدة لم يسبق لها المشاركة في العملية التشريعية، لا سيما بعد فوز تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري، بعدد كبير من المقاعد التي ستذهب للوجوه الشابة والناشئة بسبب منع زعيم التيار، مقتدى الصدر، النواب والوزراء السابقين من الترشح للانتخابات، باستثناء النائبة الحالية ماجدة التميمي التي حملت التسلسل رقم (1) في "سائرون" لمساهمتها في كشف عدد من ملفات الفساد بحق وزراء ومسؤولين.


ومن أبرز الشخصيات التي وصلت إلى البرلمان الجديد عن "سائرون"، سكرتير "الحزب الشيوعي العراقي" رائد فهمي، والذي سبق للتيار الصدري أن تحدث عن ترشيحه لمنصب تنفيذي رفيع في حال الفوز بالانتخابات، كما أن جميع الأسماء الفائزة عن القائمة ببغداد هي من الأسماء الجديدة وهم من الأكاديميين وقادة الرأي في المجتمع.

يشار إلى أن قائمة "سائرون" تضم مرشحين عن التيارين الصدري والمدني في العراق، بعد اتفاق التيارين على خوض الانتخابات بقائمة واحدة.

في المقابل، حافظت قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء، حيدر العبادي، على الوجوه التقليدية التي ألفها الناخب العراقي منذ نحو 13 عاما، وأبرزهم العبادي، والنواب هناء الطائي وسميرة محمد وطه هاتف.

كما جاءت قائمة "الفتح" بقادة مليشيات وشخصيات مثيرة للجدل في البرلمان، منهم من هو جديد كرئيس مليشيا "بدر" هادي العامري، ومقدم البرامج في قناة العهد التابعة لمليشيا "عصائب أهل الحق"، وجيه عباس، المعروف بنزعته الطائفية وموالاته العلنية لإيران والذي حصل على 15 ألف صوت، بحسب مصدر في مفوضية الانتخابات، فضلا عن زعامات مسلحة بمليشيات عراقية عرفها الشارع بزيها العسكري لكن هذه المرة سيراها داخل البرلمان.

وأكد مصدر لـ"العربي الجديد"، أن نسبة الوجوه الجديدة في البرلمان المقبل ستكون كبيرة وقد تصل إلى 65%، موضحا أن بعض الكتل تكاد تكون قد جاءت بوجوه جديدة بالكامل، مثل قائمة "سائرون".

وأشار إلى أن النسبة المتبقية من الوجوه الجديدة لم تصل إلى البرلمان بشكل مستقل بل عن طريق القوائم الكبيرة. وهو ما يحذر منه أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين، علي البدري، الذي يشدد على ضرورة انسلاخ الوجوه الجديدة عن كتلها حال الوصول إلى البرلمان، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن وجودها في الكتل القديمة ذاتها لن يغير شيئا بالمعادلة السياسية.



وأضاف أن "أغلب الوجوه الجديدة والشابة اضطرت لدخول الانتخابات ضمن قوائم كبيرة، لتجاوز العائق الذي وضعه قانون الانتخابات بوجه المرشحين المستقلين"، مبينا أن الفرصة ستكون متاحة أمامهم، ليكونوا ممثلين حقيقيين للشعب تحت قبة البرلمان.