وقال فلاحت بيشه، وفقا لوكالة "فارس" الإيرانية للأنباء" بعد اجتماع مغلق للبرلمان الإيراني اليوم الأحد، مع القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، إن "استراتيجية الجمهورية الإسلامية على مدى 28 عاماً ماضياً ارتكزت على شراء الأسلحة والهندسة العكسية وإنتاجات عسكرية محلية بالكامل"، موضحاً أن ذلك جاء في إطار سياسة "الرد بالمثل والدفاع أمام أميركا، ووصلنا إلى استعداد دفاعي لنعتقد بأن حرباً لن تحدث أبدا".
وأضاف أن بلاده بإمكانها "استهداف أهداف على مسافة ألفي كيلومتر في إطار الدفاع عن نفسها، وفي حال أرادت حاملات الطائرات الأميركية القيام بشيء فهي تبعد عن إيران 500 كم".
وفي السياق، أشار فلاحت بيشه إلى الجلسة المغلقة للبرلمان الإيراني، اليوم الأحد، بحضور القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، لينقل عنه تأكيده "أن إيران لديها استعداد كاف للحرب لدرجة يمكنها أن تنتصر فيها".
كما أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أن "تحليل السلوك الأميركي وما يجري على الميدان يظهر أنه لن تحدث حرب، والأميركيون لا يريدون حربا"، واصفا ما يجري حاليا بـ"حرب نفسية لإرفاقها إلى العقوبات والضغوط الاقتصادية".
وحمّل المصدر نفسه حكومة روحاني مسؤولية بعض المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها إيران، بالقول إن "الجزء الأكبر من المشكلات الاقتصادية للشعب الإيراني ليست نابعة من العقوبات، بل هي ناجمة عن الضعف في الرقابة وسياسات الحكومة الخاطئة في معالجة هذه المشكلات".
وفيما يتعلق بإمكانية دخول بلاده التفاوض مع الإدارة الأميركية، قال إن "التفاوض له ظروفه الخاصة وإيران بعد قيام الثورة الإسلامية قد دخلت مرة واحدة بشكل جاد في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي"، مؤكدا أنه "تقرر أن تكون نتيجة هذه المفاوضات على قاعدة ربح ـ ربح، لكن لم يتحقق ذلك".
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد اعتبر الأربعاء الماضي، بعد الإعلان عن القرارات الإيرانية "المرحلية" ردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وما وصفه بعدم تنفيذ شركاء الاتفاق التزاماتهم أن بلاده "لن تسمح أن تحوله أميركا إلى اتفاق ربح ـ خسارة، فإما هو اتفاق ربح - ربح أو خسارة - خسارة".
واعتبر فلاحت بيشه أن طهران "لن تدخل مفاوضات نتيجتها ربح - خسارة" لافتا إلى أن البيت الأبيض بسياساته الراهنة "أظهر أن سياسته ليست التفاوض في الوقت الراهن".
وأضاف أنه "في حال توفرت ظروف للتفاوض فعلى الأميركيين التراجع عن بعض سياساتهم"، مشيرا إلى أن واشنطن "ستضطر إلى طرح التفاوض مع إيران بشكل أكثر جدية خلال المرحلة المقبلة"، وذلك تعليقا على دعوات أطلقها أخيرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران لإجراء مفاوضات.
وكان ترامب قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن "ما ينبغي لهم (الإيرانيين) فعله هو أن يقوموا بالاتصال بي لنجلس وبإمكاننا أن نتوصل إلى اتفاق عادل"، مضيفا أن "كل ما نريده من الإيرانيين هو ألا يمتلكوا أسلحة نووية".
ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية قبل يومين عن مصدر مطلع أن ترامب مرّر رقم هاتفه إلى الإيرانيين عبر الحكومة السويسرية التي ترأس مكتب رعاية المصالح الأميركية في طهران، ليتصل به القادة الإيرانيون "إذا ما أرادوا".
في السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني على أنه "لن يتصل أحد من إيران بترامب"، قائلا إن إيران "تختلف عن بقية الدول مثل كوريا الشمالية".