جدّد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، اليوم الجمعة، هجومه على رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، لا سيما بشأن مسؤوليته عن سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال البرزاني، عقب لقائه رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الإقليم، مساء أمس الخميس، إنّ "الذين سلّموا الموصل لإرهابيي "داعش"، لم تكن لديهم رغبة بأن تبدأ عملية تحرير المدينة وتنجح، لأنّهم كانوا منكسرين ولا يريدون أن يروا انتصارات الآخرين"، وفق ما نقل بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه.
ويُتّهم المالكي بإعطاء أوامر إلى القادة العسكريين في الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية في الموصل بالانسحاب وترك أسلحتهم، خلال مهاجمة مفارز تابعة لـ"داعش" المدينة في 9 و10 يونيو/حزيران عام 2014، وأدت هذه التعليمات إلى سيطرة مسلحي التنظيم على الموصل دون مقاومة.
وساءت العلاقات بين إقليم كردستان والمالكي، في أعقاب قيامه بحجب حصة الإقليم من موازنة العراق، ثم وقف صرف رواتب موظفي القطاع العام بالإقليم بداية عام 2014.
وفي أعقاب سقوط الموصل، كشف مسؤولون في الإقليم فحوى اتصالات جرت بين رئاسة كردستان العراق والمالكي عبر مستشاره طارق نجم، حذّروا فيها رئيس الوزراء العراقي من تحرّكات "داعش" وخططه لدخول الموصل.
كما أعرب المسؤولون عن رغبة الإقليم بالتعاون مع بغداد، من أجل التصدّي لمسلحي "داعش" ومنعهم من الوصول إلى الموصل، واستعدادهم إلى إرسال البشمركة لتولي تلك المهمة، لكن المالكي ردّ "باستهزاء" على رسائل إقليم كردستان، وطلب من قيادته الاهتمام بالإقليم وترك الموصل وشؤونها، وفقاً لبيانات وتصريحات مسؤولين أكراد.
واعتبر البرزاني خلال لقائه بالقناصل والدبلوماسيين بإقليم كردستان، أنّ "عملية تحرير الموصل لم تكن لتتحقق لولا التعاون والتنسيق بين قوات البشمركة والجيش العراقي"، محذراً من ظهور "داعش" مستقبلاً بأسماء مغايرة.
وقال إنّ "الإرهابيين يعيشون اليوم حالة ذعر ومقبلون على فشل أكبر، لكن القضاء على داعش في الموصل وفشل الإرهابيين لا يعني انتهاء الإرهاب، ولا نستبعد أن يقوم التنظيم باتخاذ جبهات وأساليب أخرى وأسماء مختلفة، وقد يشكلون تهديداً كبيراً على الأمن العالمي، والإنسانية".
وتابع "لذلك يجب على الجميع أن يعمل على تجفيف جذور الإرهاب من الجوانب الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، جنباً إلى جنب مع الحروب الميدانية والمعارك، أي إنّ ذلك يحتاج إلى جبهة دولية وتعاون بين الجميع".
وحول العلاقة مع بغداد، قال البرزاني إنّه "لا يحق لأحد أن يعاتب الكرد حول وحدة العراق لأنّ إقليم كردستان قدمّ الكثير قبل وبعد عام 2003 لتثبيت الشراكة الحقيقية والتعددية ومبادئ الفدرالية والديمقراطية"، موضحاً أنّه تحدّث "بصراحة" مع رئيس الوزراء حيدر العبادي والأطراف السياسية العراقية، خلال زيارته الأخيرة لبغداد في 9 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكد أنّ العبادي والأطراف السياسية تلقوا كلامه "بإيجابية"، مشيراً إلى أنّ "الإقليم وبغداد اتفقا على بدء الحوار للوصول إلى حلّ ينهي التراجيديا والمشاكل التي حدثت في الماضي، وضمان عدم تكرارها".