البرتغال تنهي عقدة أذلت الأساطير..وتتوج بأول لقب قاري

11 يوليو 2016
أوزيبيو وفيغو فشلا في تحقيق اللقب (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
بدّلت يورو 2016 الكثير من الأمور في البرتغال والعالم، فهي التي قدمت للعالم الكثير من الأساطير والنجوم الكبار، كثيرون لعبوا في أندية كبيرة وشغلوا العالم بأسره، توجوا بالكرة الذهبية وغيرها من الألقاب، يعجز اللسان والقلم عن وصف ما قدموه خلال مسيرتهم في ملاعب الساحرة المستديرة، "برازيل أوروبا" استطاعوا أخيراً تحقيق لقب يشفي قلوب شعب يعشق كرة القدم، بعدما انتصر المنتخب البرتغالي أمام نظيره الفرنسي في نهائي يورو 2016 على ملعب فرنسا، بوجود القائد كريستيانو رونالدو.

قبل رونالدو عاشت البرتغال خيبات أمل كثيرة، ونبدأ من أوزيبيو دا سيلفا فيريرا، حياة كروية مميزة، لم يختلف أحد على أنه أسطورة لن تتكرر، هداف من الطراز الرفيع، بل ماكينة أهداف لم يكن ليوقفها أحد سوى التقدم في السنّ، ربما لم تخدمه كرة القدم على صعيد منتخب بلاده، فهو الذي بدأ مسيرته في العام 1957، مع نادي "سبورتينغ دو لورينسو ماركيز"، خاض هناك 42 مباراة وسجل 77 هدفاً، بعدها انضم إلى نادي بنفيكا واستمر 15 عاماً، سجل 317 هدفاً في 301 مباراة فقط، وختم مسيرته في سنة 1979 مع نيوجرسي أميركا، خلال مسيرته حقق ألقاباً بالجملة مع النادي البرتغالي (11 لقباً في الدوري ودوري أبطال أوروبا والكثير من البطولات الأخرى)، لكن على صعيد المنتخب خاض 64 مباراة وسجل 41 هدفاً، إلا أنه فشل في الفوز ببطولة كبيرة، حيث وصل في مونديال إنجلترا 1966 إلى المربع الذهبي، بعدما تصدر في دور المجموعات على حساب البرازيل وتقدم على المجر، لكنه خسر في نصف النهائي أمام إنجلترا، وحصد المركز الثالث بعد الانتصار على الاتحاد السوفييتي، وكان هو هداف البطولة بتسعة أهداف، ولم يكتب له التتويج بأي لقب بعد ذلك مع المنتخب.

أنجبت البرتغال بعد ذلك نجمين كبيرين، قدما للعالم كرة رائعة، الأول هو روي كوستا، الذي بدأ مسيرته مع نادي بنفيكا البرتغالي سنة 1990، لعب بعدها لفيورنتينا ثم ميلان واعتزل في ناديه الأول، خلال مسيرته توّج بالكثير من الألقاب محلياً وأوروبيا، حصد مع الروسونيري لقب دوري الأبطال، الذي يعتبر الأهم بعد كأس العالم في موسم 2002-2003، لكن المسيرة على صعيد المنتخب الأول كانت مخيبة، رغم أن البعض توقع لهذا الجيل تحقيق كأس أمم أوروبا، إذ توّج مع بلاده بلقب كأس العالم تحت 20 سنة عام 1991، اعتزل دولياً اللعب مع بلاده سنة 2004، بعد خوضه 94 مباراة وتسجيله 26 هدفاً.

قبل بداية مسيرة روي كوستا بعامين ظهر لاعب يدعى لويس فيغو أبهر العالم بأسلوبه ومهاراته الخارقة، وسمّاه كثيرون خليفة أوزيبيو، كانت الكرة في أقدامه سهلة، لا يمكن أن تشعر بصعوبة تجاوز أقوى المدافعين، من نادي سبورتينغ لشبونة كانت البداية، ليلتحق بعدها بنادي برشلونة، هناك تحوّل إلى أسطورة في الكامب نو، لكنه صدم الجميع حين انتقل إلى ريال مدريد، وبات معشوق الجماهير البيضاء، قبل أن يعتزل في نادي إنتر ميلان، خلال مسيرته فاز مع الأندية التي لعب بألقاب محلية، ودوري الأبطال وكأس العالم للأندية، لكن الحلم مع منتخب بلاده لم يصبح حقيقة، رغم أنه توّج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2000. فيغو كان متواجداً في كأس العالم 1991 تحت 20 سنة مع روي كوستا، وبوجودهما وبقدوم ديكو تأمّل الكثيرون خيراً، لكن الحلم تبدد، خاصة حين استضافت البرتغال أمم أوروبا في عام 2004، يومها وصل مع بلاده إلى النهائي، حين شهدت الملاعب انطلاقة كريستيانو رونالدو، وصلت البرتغال إلى النهائي، وسقطت بشكل غير متوقع أمام اليونان، لتتكسر أحلام فيغو وزملائه.

تسلّم بعد ذلك النجم كريستيانو رونالدو المشعل من النجوم السابقين، وانطلق بشكل مذهل في سماء الكرة العالمية من نادي سبورتينغ لشبونة، لعب لمانشستر يونايتد، قبل أن يحط رحاله مع ريال مدريد الإسباني، أصبح هو الآخر ماكينة أهداف لا ترحم، حقق لقب دوري الأبطال 3 مرات، وتوّج بالكرة الذهبية 3 مرات بسبب إنجازاته على صعيد الأندية، لكن أين البرتغال من ذلك؟

رونالدو الذي يلقبه البعض بصاروخ ماديرا، لم يجد دعماً كبيراً من زملائه في المنتخب، قاتل في الكثير من الأحيان وحيداً، وفشل! يدٌ واحدة لا تصفق من دون شك.

أتى كأس العالم 2006، حلم البرتغاليين بإنجاز تاريخي بوجود رونالدو وفيغو ومجموعة أخرى من اللاعبين الجيدين، لكن فرنسا عبرت في المربع الذهبي إلى النهائي بهدف نظيف، لتأتي البرتغال رابعة بعد الخسارة من ألمانيا، ثم انطلقت بطولة أمم أوروبا 2008، وكذلك كانت الماكينات الألمانية حاضرة لإقصاء الدون رونالدو وزملائه بنتيجة 3-2 في ربع النهائي، ثم بدأ كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، واصطدمت البرتغال بإسبانيا وخسرت بهدف دون مقابل في الدور الثاني، والأخيرة ذهبت وحققت اللقب، بعدها حاول رونالدو في يورو 2012، لكن الماتادور الإسباني كان بالمرصاد، وحُرمت البرتغال من خوض النهائي بسبب الخسارة بركلات الجزاء، وفي كأس العالم 2014، كانت النتيجة سلبية حين خرجت "برازيل أوروبا" من الدور الأول بعدما حلّت ثالثة في المجموعة خلف ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، أما في يورو 2016 فرغم خروج الدون من المباراة بسبب الإصابة إلى أنه ساهم من على خط التماس في تقديم الحماس ودعم زملائه، ليكسر النحس والقاعدة التي تقول "لاعبو البرتغال يحققون الألقاب مع الأندية ويفشلون مع المنتخب، ليصبح أول قائد برتغالي يرفع لقباً لبلاده".


المساهمون