حل الخوف محل فرحة الحمل بين عشرات النساء في البرازيل، مركز انتشار فيروس زيكا. خوفا من انتشار الفيروس بينهن أو إصابة أطفالهن به.
وفي مدينة ريسيفي الساحلية الكبيرة، انتشر الذعر في عنابر التوليد منذ إعلان ارتباط الفيروس بحالات تلف خلايا أمخاخ الأجنة.
وفي نحو أربعة أخماس الحالات لا يحدث الفيروس أعراضا تذكر لذلك لا تعلم النساء ما إذا كن قد أصبن به أثناء فترة الحمل. ولا تكون إجراءات الفحص فعالة، إلا في الأسبوع الأول من الإصابة، وهي غير متاحة سوى في العيادات الخاصة بتكلفة 900 ريال أي أعلى من الحد الأدنى الشهري للأجور في البلاد.
وفي مستشفى آي.إم.آي.بي في ريسيفي، تنتظر النساء الموشكات على الوضع بقلق الفحص بالموجات الصوتية، الذي سيحدد ما إذا كانت أجنتهن مصابة بصغر حجم الرأس وتلف في خلايا المخ. وشهد المستشفى بالفعل ولادة 160 طفلا مصابا بهذا التشوه منذ أغسطس/ آب الماضي.
وتقول اليزانجيلا باروس (40 عاما) ودموعها تنساب من خلف الزجاج السميك لنظارتها الطبية "إنه أمر مفزع. أنا قلقة من أن تصاب ابنتي بصغر حجم الرأس". وأضافت "الحي الذي أقيم فيه فقير وممتلئ بالبعوض والقمامة وليس به ماء جار. أربعة من جيراني أصيبوا بفيروس زيكا".
ولا تتمتع النساء أمثال باروس واللواتي يعشن في أحياء عشوائية تسودها الفوضى في مدن البرازيل، بأي دفاعات ضد بعوضة (ايديس اجيبتاي) التي تنقل فيروس زيكا وغيره من الأمراض، مثل حمى الدنج والحمى الصفراء. هن لا يتحملن أثمان المستحضرات الطاردة للحشرات، ولا يخضن أي برامج لتنظيم الاسرة.
وجعلت صور مفزعة لأطفال مشوهين العديد من النساء يفكرن مليا قبل الإقدام على الحمل. ويشعر الأطباء بالقلق من أن يؤدي انتشار الفيروس إلى زيادة في عمليات الإجهاض السرية الخطرة في البلد الذي تقطنه أغلبية كاثوليكية. وعمليات الإجهاض غير مشروعة وفقا للقانون البرازيلي، باستثناء حالات الاغتصاب وعندما تكون حياة الأم مهددة.
ودفع الانتشار السريع لفيروس زيكا في 22 دولة في الأميركتين بعض الحكومات إلى توجيه النصح للنساء بتأجيل الإنجاب. فقد أوصت السلفادور النساء بمنع الحمل لمدة عامين. كما أثار كذلك جدلا بشأن إباحة الإجهاض في المنطقة التي تنص قوانين العديد من دولها على قيود صارمة عليه.
وقالت أدريانا سكافوتزي طبيبة النساء بمستشفى آي.إم.آي.بي "الخوف يتزايد بين النساء لأن هذا مرض جديد لا نعرف الكثير عنه".
اقرأ أيضاً:فيروس زيكا.. الخوف المنطلق من أميركا