ضرب المنتخب البرازيلي موعداً مثيراً مع نظيره المنتخب الألماني، في الدور ما قبل النهائي من منافسات كأس العالم لكرة القدم، إثر فوزه المستحق على كولومبيا (2 ـ 1) في المباراة التي جرت الجمعة على استاد فورتاليزا في إطار الدور ربع النهائي من المونديال.
وقدمت البرازيل أفضل مستوياتها في المونديال، الذي تستضيفه على أراضيها، خاصة في الشوط الأول الذي أنهته بهدف المدافع سيلفا قبل أن يعزز لويس الفوز بهدف في الشوط الثاني، وقلّص رودريجز، "هداف المونديال"، الفارق بهدف من نقطة الجزاء.
وباتت البرازيل على مرمى خطوة من الوصول الى نهائي المونديال شريطة تخطي عقبة ألمانيا التي تغلّبت على فرنسا بهدف وتأهلت لقبل النهائي.
نفوذ برازيلي وهدف
بسطت البرازيل نفوذها الهجومي مبكراً من خلال الإصرار والتحدي للاعبي السامبا خاصة في وسط الميدان بحثاً عن هدف مبكر، وهو ما تحقق عقب انطلاق المعركة بسبع دقائق فقط، حين نفّذ نيمار ركنية وصلت للمدافع المتقدم تياجو سيلفا الذي لم يجد صعوبة في إيداعها الشباك، ما أعطى ثقلاً لصاحب الأرض لتنفيذ مزيد من الطلعات الهجومية الى مرمى كولومبيا.
الهدف أعطى "سهماً" مؤثراً لأداء البرازيل في الوقت الذي تسبّب في "اغتيال" مخططات الكولومبيين، وفي ظل التوليفة الجديدة التي طبقها سكولاري بإقحام مايكون في مركز الظهير، ما أعطى إسناداً هجومياً مثالياً للثلاثي نيمار وفريد وهالك، بينما أغلق سيلفا ولويز ومارسيلو كل الطرق المؤدية لشباك الحارس سيزار وفرضوا كثافة عددية في الارتكاز عبر وجود فرناندينهو ولويس روزا وباولينيو وأوسكار، مع فرض رقابة صارمة على الثلاثي خيمينيز رودريجرز وكوادرادو وجوتييريز، وهو ما منح البرازيل صورة ناصعة البياض هجومياً.
عزف.. وكولومبيا تستيقظ
البرازيل واصلت العزف الهجومي والتنويع في الاختراق من العمق والأطراف وكافة المحاور، فكاد هالك أن يعزز التقدم لكن تصويبته وجدت تألقاً لافتاً للحارس الكولومبي راميريز، وكرر هالك فعلته مجدداً فسدد الكرة التي وصلته من نيمار ولاقت المصير ذاته، لكن منتخب كولومبيا عاد إلى المجريات من خلال إحكام القبضة الدفاعية عبر تثبيت الرباعي زونيجا وكريستيان زاباتا وماريو ألبيرتو يبيس وبابلو ارميرو، والبحث عن ثغرات باستمرار في الوسط عبر خوان كوادرادو وفريدي جوارين وكارلوس مورينو وفيكتور إباربو ورودريجيز. وجرّب كوادرادو حظه بتسديدة قوية أنقذها الحارس سيزار، لكن الدفاع البرازيلي ظل ثابتاً أمام الضيوف.
وهدأت وتيرة اللعب في ما تبقى من وقت في ظل الحذر البرازيلي وتميّز نجوم السامبا في تقديم التوازن بشقيه الدفاعي والهجومي، وبين البحث المتواصل للتعديل الكولومبي فغابت الخطورة الحقيقية على المرميين باستثناء كرة نيمار التي سددها فوق القائم مع نهاية الشوط الأول بتقدم البرازيل بهدف نظيف.
تحكّم بخبرة السامبا
نجحت الكتيبة البرازيلية بتحريك دفة اللعب وفق مخططاتها وبخبرة السنين، بعدما توقفت طموحات التسجيل لدى الكولومبيين في الشق الزمني الأول من الشوط الثاني، نظراً لتكثيف الزيادة العددية في الارتكاز وقتل كل الهجمات قبل بنائها من كوادرادو وجوارين وجيمس رودريجيز، والتفرغ لفرض الرقابة الدفاعية والاعتماد على المرتدات الهجومية من خلال هالك ونيمار وفريد، لكن دون تشكيل خطورة تذكر على شباك الحارس الكولومبي راميريز، فيما لم تهدأ كولومبيا وحاولت البحث بجدية عن التعديل فسجلت هدفاً ألغي بداعي التسلّل.
صاروخ لويس يفجّر الشباك!
تواصل النهج البرازيلي بالاعتماد على الهجوم الخاطف، فحصل هالك على خطأ مباشر ارتقى لتنفيذه ديفيد لويس الذي أطلق صاروخ "أرض جو" استقر في شباك الحارس أوسبينا راميريز هدفاً رائعاً من مسافة بعيدة (د. 69). وازدادت الاطماع البرازيلية بالتسجيل، فسدد نيمار كرة قوية مرت بجانب المرمى.
باتت كولومبيا لا تخشى شيئاً فهاجمت بلا خوف لتحصل على ركلة جزاء نفذها رودريجيز بنجاح مسجلاً هدف تقليص الفارق لكولومبيا (د. 80)، ما منحها الفرصة المثلى للتعديل والضغط باستمرار على المناطق البرازيلية ليشرك سكولاري راميريس بديلاً لهالك لتعزيز قوة الوسط الدفاعي. وتواصلت المحاولات الكولومبية من أجل التعديل لكن دون جدوى، لتتأهل البرازيل إلى ما قبل النهائي بفوزها (2 ـ 1) في النهاية.