بدأت المعارضة والقوى الثورية في البحرين، تحركاتها فجر اليوم، لإحياء الذكرى الثالثة للانتفاضة، حيث أُغلقت بعض المحال التجارية وقطعت الطرقات، فيما وقعت اشتباكات بين متظاهرين وعناصر مكافحة الشغب، وسط دعوات للاعتصام ومقاطعة الوزارات وتسيير التظاهرات خلال اليومين المقبلين. فيما أعلنت وزارة الداخلية أنها تصدت لأعمال تخريبية في بعض القرى.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية في بيان إن "بعض القرى شهدت أعمالا تخريبية، تمثلت في حرق إطارات وقطع للطرق وإخلال بالأمن ومحاولة منع الناس من الخروج للعمل وقضاء مصالحهم". وأضافت أن "قوات حفظ النظام وانطلاقا من واجبها الأمني والقانوني تصدت لمجموعات تخريبية وتمكنت من فتح الطرق بعد اتخاذ الإجراءات المقررة".
في المقابل، قالت مصادر معارضة، إن شرطة مكافحة الشغب هاجمت المتظاهرين بالقنابل الغازية المسيلة للدموع ورصاص "الشوزن"، كما لاحقت المتظاهرين واعتقلت بعضهم. وكان المئات قد بدأوا بالتظاهر منذ الفجر تلبية لقوى المعارضة، مرددين شعارات مناوئة للحكم، كما عمد بعض المحتجين الى قطع الطرق عبر إحراق الإطارات.
وكان الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الاسلامية" المعارضة الشيخ علي سلمان قد دعا إلى مقاطعة الوزارات، ووقف التبضع اليوم والمشاركة بفاعلية في مسيرة قوى المعارضة يوم السبت 15 فبراير/شباط، مشيراً الى أن جماعته لن تنظم مسيرة يوم غد في 14 فبراير/ شباط، كي لا تتعارض مع الفعاليات التي تنظمها القوى المعارضة الأخرى.
كما دعا إلى إطلاق حملة دولية لمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الأميركي باراك أوباما عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أيضاً.
غير أن جمعية "الوفاق"، عادت وألغت مسيرة كانت مقررة اليوم بدعوى "كثرة الفعاليات وتزاحمها اليوم الخميس". وقالت: "توخياً ورغبة في مزيد من التكامل تلغي قوى المعارضة مسيرتها هذا اليوم"، والتي كان من المزمع إقامتها في منطقة جد علي.
كذلك، دعا "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير"، الى تظاهرة غداً في المنامة باتجاه دوار اللؤلؤة، الساحة التي انطلقت منها الاحتجاجات قبل نحو ثلاث سنوات. فيما أعلنت حركة "تمرد"، التي تنشط من خارج المملكة، عن سقوط قتيلة مساء أمس، بسبب الاشتباكات التي وقعت خلال مسيرة في بلدة جد الحاج.
وكانت وزارة الداخلية قد دعت الى "الابتعاد عن كل ما من شأنه الإخلال بالأمن والنظام العام" في 14 فبراير/ شباط. وأوضحت أن "ما يتناوله البعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية من دعوات تحريضية مخالفة للقانون، يشكل في حد ذاته جرائم جنائية معاقباً عليها قانونا، فضلا عن أن الاستجابة لها تستوجب المساءلة الجنائية للمشاركين، وذلك وفقا لقانون العقوبات".
وشددت الوزارة على أن قوات الأمن ستتخذ كافة الإجراءات تجاه "كل ما من شأنه تعطيل مصالح الناس وتهديد أمن واستقرار الوطن".
تأتي تلك الدعوات للمقاطعة والاحتجاج عقب تقديم قوى المعارضة السياسية ورقة الى السلطة تتضمن برنامجها للحوار الوطني، الذي عُلق الشهر الماضي نتيجة مقاطعة المعارضة له منذ ما يقارب الأربعة أشهر. لكن ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قام بمبادرة قبل أسابيع، بناء على توجيهات الملك حمد كما ذكر الديوان الملكي، لحث المعارضة على العودة الى طاولة الحوار والعمل على حل سياسي للأزمة التي تراوح مكانها.
ويقول أمين عام "الوفاق" ان "الحوارات الاولى فشلت بسبب عدم وجود رغبة حقيقية عند النظام في ايجاد حل سياسي، وبسبب وجود موقف ثابت داخل الاسرة الحاكمة حتى اللحظة بعدم التنازل عن السلطات التنفيذية والتشريعية". غير أن السلطة والقوى الموالية لها تتهم المعارضة وفي مقدمتها "الوفاق" بالعمل على زعزعة استقرار البلاد وبالارتباط بالخارج، في إشارة الى إيران.
وفي آخر مناوشة بحرينية ـ إيرانية، ردّ وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة على دعوات المرشد الأعلى في إيران علي الخامنئي لشعب البحرين بالصمود، قائلاً: "ندعو شعب ايران للصبر والصمود على الظلم ومصادرة الحقوق، والتجويع وتبذير أموال الشعب على الإرهابيين في كل مكان".
وأضاف في تغريدات على "تويتر": "الخامنئي يدعو أهل البحرين للصمود ويصفهم بالأقوياء. شكرا جزيلا فنحن صامدون في وجهك حتى يقضي الله أمره". كما اعتبر مستشار الملك لشؤون الإعلام نبيل يعقوب الحمر تصريحات الخامنئي بأنها "تدخل إيراني سافر ومستمر في شؤون البحرين".