قفزت البادية السورية مرة أخرى إلى واجهة المشهد، مع تزايد العمليات العسكرية ضد قوات النظام من قبل عناصر يُعتقد أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، الذي يتخذ من هذه البادية مترامية الأطراف مخابئ له منذ أواخر عام 2017، حين خسر معاقله البارزة في سورية. وبالإضافة إلى الهجمات ضد قوات النظام ومليشيات تساندها، هزّ الشارع السوري منذ أيام نبأ مقتل عشرات المدنيين في بادية الرقة الخاضعة لقوات النظام؛ ما يؤكد أن الفلتان الأمني الذي يسود مناطق سيطرة هذه القوات، ربما يؤدي إلى تكرار مثل هذه العمليات، التي تشير مصادر محلية إلى أن مليشيات النظام تقف وراءها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن فلول تنظيم "داعش" قصفوا مساء الإثنين مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية له في منطقة البادية الممتدة من قرية الدوير حتى بلدة الجلاء بريف دير الزور، بقذائف الهاون، مشيراً إلى أن هذه القوات ردت باستهداف منطقة البادية بالمدفعية الثقيلة والقنابل المضيئة في أجواء قرية العباس بريف البوكمال. وشهدت البادية في الأيام القليلة الماضية العديد من الحوادث التي كشفت معطيات أن "داعش" يقف وراءها، مع قطع عناصر تابعة له يوم الإثنين الماضي، الطريق الذي يصل مدينة تدمر في قلب البادية بمحافظة دير الزور في شرقي سورية. وهو من الطرق الاستراتيجية في البلاد كونه يصل جنوبي سورية بشرقها.
وكشفت "فرات بوست" أن حافلة للفرقة 11 مشاة في قوات النظام كانت متجهة، يوم الإثنين الماضي، من قرية معيزيلة في بادية البوكمال باتجاه مركز مدينة دير الزور، توقفت في مدينة صبيخان قرب مخفر المدينة بسبب الضباب الكثيف، مشيرة إلى أن مجهولين هاجموا بالرشاشات الحافلة ما أدى إلى مقتل كل من كان فيها، ويُقدّر عددهم بالعشرات، يوم الإثنين الماضي. وعلى الرغم من إعلان مصادر محلية أن "داعش" ناشط في هذه المنطقة، إلا أن مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة الفاروق" التابعة لـ"تجمّع الثائرين في أرض دير الزور"، أعلنت مسؤوليتها عن الحادثة، حسب ما ذكرته في بيان لها.