الانتفاضة العراقية: الأمن يواصل الاعتقالات والتضييق على ساحات التظاهر

28 يناير 2020
الأمن يواصل استهداف المتظاهرين (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
لليوم الرابع على التوالي تواصل قوات الأمن العراقية، في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، عمليات الاعتقال التي تستهدف ناشطين ومتظاهرين، بالتزامن مع استمرار استخدام الذخيرة الحية وقنابل الغاز في الشوارع والساحات، التي سجلت مقتل 16 متظاهراً أغلبهم في بغداد وذي قار، وجرح نحو 300 آخرين، منذ السبت الماضي.

وليلة أمس، دفعت السلطات العراقية بمزيد من التعزيزات الأمنية نحو ساحتي الخلاني والوثبة، استخدمت خلالها تلك القوات قنابل الغاز بكثافة كما أطلقت الرصاص الحي، ما تسبب بانسحاب المتظاهرين باتجاه الأزقة القريبة بعدما تم تسجيل حالات اختناق في صفوفهم، لتستمر المناوشات حتى فجر اليوم، إذ كان المتظاهرون ينسحبون باتجاه الأزقة ثم يعاودون ويرمون عناصر الأمن بالحجارة.
كما هاجم الأمن ساحة الوثبة وسط العاصمة بقنابل الغاز والرصاص الحي، واستمرت المناوشات لساعات عدة، لم تتمكن القوات خلالها من السيطرة على الساحة بشكل كامل، مع تسجيل إصابات بصفوف المتظاهرين.
مقابل ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد، الجهة المسؤولة عن أمن العاصمة، إصابة سبعة من عناصر الأمن، بـ"رمانة يدوية" وقالت، في بيان، فجر اليوم، إنّ "مجاميع من المتظاهرين في ساحة الخلاني والمناطق المحيطة بها ما تزال في حالة احتكاك مباشر مع القوات الأمنية".

وأكدت أنه "تم إلقاء رمانة هجومية باتجاه القوات الأمنية في تقاطع ساحة الخلاني قرب مبنى أمانة بغداد، ما أدى إلى إصابة 7 عناصر أمن"، داعية المتظاهرين السلميين، إلى "العمل الجاد لكشف هذه المجاميع والتعاون مع قواتنا الأمنية لحماية المتظاهرين وتأمين منطقة التظاهر"، محذرة إياهم من "التمدد خارج المنطقة المؤمنة لهم في ساحة التحرير".
لكن مصادر من داخل التظاهرات وناشطين أيضاً، أكدوا لـ"العربي الجديد"، أن ّالقنبلة اليدوية انفجرت بالخطأ لدى أحد أفراد الأمن الذي كان يلوح بها مهدداً المتظاهرين، لكنها انفلتت من يده بدون قصد لتصيبه هو وزملاءه، لافتين في هذا الصدد، إلى أنّ ما يؤكد ذلك، المسافة البعيدة الفاصلة بين قوات الأمن والمتظاهرين والتي كانت تتجاوز 150 متراً.
وتوزاياً، أكدت مصادر حقوقية عراقية، تنفيذ القوات الأمنية حملة اعتقالات جديدة طاولت ناشطين ومتظاهرين، لم يُعرف عددهم، في كل من البصرة وبغداد وذي قار والمثنى، بتهمة "الإخلال بالأمن العام" وهي التهمة التي تعتمدها السلطات العراقية في عمليات اعتقال المتظاهرين، ويعتبرها قانونيون غير صالحة للتطبيق على حالة التظاهرات العراقية، كونها تتعارض مع قانون حرية التعبير والتظاهر في البلاد.
وفي المحافظات الجنوبية، شهدت مدينة كربلاء مناوشات ليلية، إذ هاجم الأمن المتظاهرين في فلكة التربية وسط المدينة، بقنابل الغاز، وحاولت اعتقال عدد من المتظاهرين الذين تفرقوا في الأزقة القريبة من الساحة، وعادوا إليها فجراً، وتجددت التظاهرات قرب جسر الضريبة، صباح الثلاثاء، بعد توافد مئات من المتظاهرين إليها، وردد المتظاهرون شعارات تندد بالحكومة وأحزاب السلطة.


وشهدت مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، تظاهرات ليلية، وتوافد المئات ليلاً إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للقمع الحكومي، بينما نشرت القوات الأمنية العشرات من عناصرها في محيط منزل قائد شرطة المحافظة، وسط المدينة خوفاً من اقتحامه من قبل المتظاهرين الغاضبين.

وهاجمت قوة أمنية صباحاً تظاهرات في مدينة الكوت، بعدما قطع المتظاهرون شارعاً رئيساً وسط المدينة، فيما يستخدم الأمن قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
واستمرت الاعتصامات والتظاهرات الليلية، في ساحات التظاهر بمحافظات ميسان والقادسية والمثنى والنجف، والتي شهدت أيضاً إجراءات أمنية مشددة، وتضييقاً من قبل عناصر الأمن الذين انتشروا بكثافة في محيط الساحات.

ويؤكد ناشطون أنّ القوات الأمنية مستمرة في تصعيد القمع ضد المتظاهرين، في محاولات منها لفض الاعتصامات. وقال الناشط قاسم حبيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمن يصر على استخدام العنف المفرط والرصاص الحي في أغلب ساحات الاعتصام، محاولاً إنهاء التظاهرات بالقوة"، مشدداً غلى أنّ "المتظاهرين صامدون رغم الخسائر التي تسجّل يومياً".