قبل الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، الأحد المقبل، التقى المرشحون الـ11، مساء الخميس، في آخر إطلالة تلفزيونية، لاجتذاب الناخبين المترددين الذين لهم دور مؤثر في الاقتراع، إلا أنّ الاعتداء الذي وقع في باريس مساءً، هيمن على تصريحاتهم.
وأعلن المرشحان فرنسوا فيون ومارين لوبان، إلغاء جولاتهما التي كانت مقررة اليوم الجمعة، بعد الاعتداء الذي تبنّاه تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتسبّب بمقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح. كما قتل المهاجم برصاص الشرطة.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قد دعا "جميع الفرنسيين إلى التوجّه إلى صناديق الاقتراع"، فيما تتوقع استطلاعات الرأي ألا تتعدّى نسبة التصويت 25 %.
وأُعطي كل مرشح، نحو ربع ساعة، لمخاطبة الفرنسيين في آخر إطلالة إعلامية، قبل الاختتام الرسمي، منتصف ليل الجمعة، لحملة شهدت تقلبات عديدة، وتبقى نتيجتها غامضة.
وبحسب الاستطلاعات، يتصدّر إيمانويل ماكرون (وسط) ولوبن حالياً، نوايا التصويت، يليهما عن قرب فيون وجان لوك ميلانشون (يسار متشدد)، وسط احتدام المنافسة بين المرشحين، من أجل الوصول إلى الدورة الثانية، في 7 مايو/ أيار، والتي ستقتصر على مرشحين اثنين، خصوصاً أنّ الفروقات بين الأربعة تقع ضمن هامش خطأ استطلاعات الرأي.
ومما قاله ميلانشون، في اللقاء التلفزيوني، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ "أوروبا، إما أن نغيرها، أو نتركها، إلا أنّ شركاءنا سيطلبون منا البقاء، لأنّ لا أوروبا من دون فرنسا"، وأضاف "الألمان ليسوا أعداءنا ولا أسيادنا. إنهم شركاؤنا".
ويدعو ميلانشون إلى إعادة النظر بالاتفاقات الأوروبية، ويدافع عن "فرنسا مستقلة، بطلة العالم في السلام".
من جهتها، قالت لوبان إنّها تريد "إعادة مفاتيح فرنسا إلى الفرنسيين"، ودافعت عن "العودة إلى العملة الوطنية بما يتلاءم مع اقتصادنا"، معتبرة أنّ "كل الأجانب المحكومين بجرائم أو جنايات يجب أن يعودوا إلى أوطانهم".
وبعد أن تمّ، الاثنين الماضي، الإعلان عن إحباط اعتداء "وشيك"، قدّم ماكرون نفسه باعتباره الوحيد القادر على "ضمان أمن" الفرنسيين، وظهر مع وزير الدفاع جان إيف لودريان الذي انضم إلى معسكره قبل شهر. كما تلقى ماكرون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
أما فيون الذي يواجه ملاحقة في قضية الوظائف الوهمية لأفراد عائلته، فكرّر في اجتماعاته الأخيرة أنّ الانتخابات الرئاسية ستحسم في الأيام الأخيرة للحملة. وظهر فيون إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه الذي يمثل يميناً أكثر اعتدالاً، كما أبدى سعادته برسالة تأييد وجهها إليه عبر تسجيل مصور الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
ووضعت القرعة، فيون آخر المتدخلين في الكلمات التي تم بثّها مساء الخميس عبر قناة "فرانس 2" العامة، وقد دعا إلى تعليق الحملات الانتخابية بعد اعتداء باريس.
وأعلن فيون ولوبان إلغاء نشاطاتهما الانتخابية، اليوم الجمعة، بعد إطلاق النار الذي استهدف الشرطة في جادة الشانزيليزيه، لكنهما لم يكونا قد أعلنا تفاصيل برنامجهما.
أما ماكرون فيفترض أن ينظم اليوم الجمعة، تجمعين انتخابيين وربما ثلاثة، في حين يفترض أن يشارك ميلانشون بباريس في لقاءات يحضرها خصوصاً زعيم اليسار الإسباني بابلو إيغليسياس (حزب بودوموس).
كذلك يفعل الاشتراكي بونوا هامون الذي لا يزال يأمل في "إيقاظ" الناخبين، رغم تراجعه إلى المرتبة الخامسة في الاستطلاعات.
وتعهّد هولاند، مساء الخميس، بأن تكون السلطات في حالة "تيقظ قصوى" خلال الانتخابات الرئاسية التي سينظم الدور الأول منها، الأحد المقبل.