وتنتشر في المحافظة عشرات الصور الكبيرة والصغيرة للأسد، بينما تكاد لا تعثر فيها على صورة أو اثنتين لأي من المرشحين الآخرين، حسان النوري وماهر حجار. كما تم توزيع صور الأسد على المحال التجارية في شوارع عدة في المدينة والأرياف، بالإضافة إلى اللافتات الكبيرة في الشوارع الرئيسية والساحات العامة، والتي تدعم كلها حملة الأسد، باسم الاتحادات والنقابات والمديريات، كالحزب الشيوعي السوري الذي يدعو في إحدى لافتاته إلى دعم الأسد، من أجل ما سماه "دعم جبهة التصدي"، إضافة إلى مشاركة شيوخ عشائر من البدو في هذه اللافتات، (جميل البلعاس، مثالاً).
وتتجلى حملة الأسد، الانتخابية في السويداء بنشاط للفرق الحزبية البعثية و"مليشيات الشبيحة" التابعة للنظام، بالإضافة إلى أجهزته الأمنية ومديرياته، إذ تعمد هذه الجهات إلى إقامة الحفلات واللقاءات في الخيم الانتخابية الموزعة في المحافظة، (مركز المدينة ومراكز المناطق)، وسط عدم اكتراث يكاد يكون عاماً من الأهالي.
ويلفت ناشطون الى أن "من يأتي إلى الخيم الانتخابية، لا تتعدّى أعدادهم بضع عشرات، هم لفيف من جيش الدفاع الوطني والشبيحة، وأعضاء حزب البعث، الذين قد يأتون من مناطق الريف، وكذلك بعض الموالين، بالإضافة إلى إجبار موظفين حكوميين على المجيء إلى هذه الخيم صباحاً، تحت التهديد بالعقوبات وبلقمة عيشهم". ويوضح ناشطون معارضون في المدينة أنه بالنسبة لبعض طلاب المدارس، فهم يتنقلون من خيمة انتخابية إلى أخرى "بناء على أوامر من الجهات الأمنية والحزبية، كما تقام احتفالات مماثلة في بعض القرى ليوم واحد، مثال ذلك احتفال انتخابي أقيم أخيراً في قرية لاهثة، الواقعة على طريق دمشق السويداء".
لكن كل نشاطات هذه الحملة الانتخابية المؤيدة للأسد، والداعية الى التصويت له في السويداء، تجري بعيداً عن اهتمام الأهالي، موالين ومعارضين على السواء، إذ أن المزاج الشعبي العام ينم عن عدم اقتناعهم بجدية الانتخابات الرئاسية وبمصداقيتها أيضاً، بل ينظرون إلى لعبة الانتخابات برمتها من باب السخرية، وبأنها لا تختلف في شيء عن "الاستفتاءات" السابقة لاختيار الرئيس، المرشح الأوحد، وسط إدراكهم بعدم وجود أي حظوظ للمرشحَين الآخرين، (النوري وحجار).
يُذكر أنه تم أخيراً إيقاف نشاط "الخيمة الدعائية" للأسد في مدينة السويداء، بعد التعليمات الحكومية التي صدرت بإيقاف نشاط هذه الخيمات في سورية لـ"أسباب أمنية".
في مقابل هذه الحملات الانتخابية التي يقوم بها النظام وأعوانه، تشهد محافظة السويداء غياباً نسبياً ملحوظاً لنشاطات المعارضة التي تكتفي، في هذه الآونة، بالدعوة الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ورفضها، في ظل اشتداد القبضة الأمنية، والملاحقات المستمرة التي يتعرض لها الناشطون.