بحسب الأرقام شبه النهائية، تمكّن عون من حسم معركتي بلدة الحدث (قضاء بعبدا) وجونيه (قضاء كسروان)، اللتين خاضهما وحده في مواجهة الأحزاب وتكتلّات زعامات محلية. فشكّلت الحدث وجونيه، محطّتين رئيسيّتين اتّخذتا طابعاً خاصاً لدى عون وأنصاره، خصوصاً أنّ عون اضطر إلى زيارة جونيه قبل ساعات من انطلاق الانتخابات لتجييش الناس وحثّها على المشاركة والتصويت للائحة المدعومة منه.
في حين أنّ الحدث عاشت معركة مباشرة بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، على الرغم من التفاهم الذي يجمع عون برئيس حزب القوات سمير جعجع. حتى أنّ هذا التفاهم تكرّس في أكثر من بلدة بتحالف بين الطرفين، تحديداً في بلدة دير القمر (قضاء الشوف)، وذلك بوجه رئيس حزب "الوطنيين الأحرار"، دوري شمعون، الزعيم التقليدي في المنطقة، حيث نجح التحالف المسيحي من إقصاء شمعون عن البلدية التي تشكّل آخر معاقله السياسية والخدماتية.
أمّا في قضاء المتن، فتمكّن التحالف بين الوزير السابق ميشال المرّ وحزب "الكتائب" من الانتصار في انتخابات بلدة سنّ الفيل، أبرز المعارك المتنية، وذلك على حساب عون و"التيار الوطني الحرّ" (الإطار التنظيمي الذي أسّسه عون وترأسه وسلّم رئاسته لصهره الوزير جبران باسيل).
في حين شهد المتن انقسامات فادحة في صفوف تيار عون، بحيث انقسمت الأصوات وغلب الطابع العائلي على الموقف السياسي الصادر عن هيئات التنظيم بدعم اللوائح.
ومن جهة أخرى، لم يلق تحالف الثنائي الشيعي، "حزب الله" وحركة "أمل"، ومعه عون أي عائق جدي أمامه للفوز في الانتخابات البلدية في قرى وبلدات ساحل بعبدا حيث الاختلاط المسيحي-الشيعي. كما فازت معظم اللوائح المدعومة من النائب وليد جنبلاط في قرى الشوف، خصوصاً أنّ الأخير سعى إلى تفادي المعارك وحاول قدر الإمكان تنويع اللوائح التي يدعمها.
وبانتظار إصدار وزارة الداخلية النتائج النهائية للجولة الثانية، جاءت نسب المشاركة مرتفعة في الانتخابات البلدية في أقضية جبل لبنان، إذ اقترع في قضاء جبيل 65 في المئة من الناخبين، وفي قضاء المتن 58.24 في المئة، وفي قضاء الشوف 53.50 في المئة، وفي قضاء كسروان 62.80 في المئة، وفي قضاء عاليه 52 في المئة، وفي قضاء بعبدا 50.20 في المئة.
ومن المقرّر استكمال الانتخابات البلدية في لبنان، يوم الأحد المقبل في 22 مايو/أيار ضمن إطار الجولة الانتخابية الثالثة التي تشمل محافظتي الجنوب والنبطية.