لا تزال التحضيرات للقمة الخليجية الثامنة والثلاثين، والمقرر انعقادها في الكويت يومي 5 و6 كانون الأول/ديسمبر الحالي، تجري على قدم وساق رغم محاولات أطراف خليجية محسوبة على دول الحصار، عرقلة انعقادها، بسبب حضور كافة دول مجلس التعاون الخليجي لهذه القمة، وعلى رأسها قطر.
وانتشرت أعلام الدول الخليجية الست في شوارع الكويت، بالإضافة إلى علم مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981 لمواجهة خطر الثورة الإيرانية، ومحاولة الخميني تصديرها نحو الخليج العربي. وينظر إلى المجلس اليوم، على أنه الاتحاد الإقليمي الذي بقي صامداً في وقت انهارت فيه مشاريع الوحدة في العالم العربي.
وفي سياق الاستعدادات، وصل أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى الكويت، للإشراف على تحضيرات القمة، واجتمع مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، وكبار الدبلوماسيين الكويتيين في قصر بيان، ما يشير إلى أن الحضور في القمة الخليجية لجميع الدول بات في حكم الواقع، رغم محاولات دول الحصار تأجيلها، وهو ما رفضه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفاظاً على منظومة دول مجلس التعاون من الانهيار، بفعل أزمة حصار قطر.
كما رصد "العربي الجديد" وصول عدد من المسؤولين الخليجيين إلى الكويت، وذلك لقيامهم بتحضيرات وصول بقية الوفود في الأيام المقبلة، وهي المرة الأولى التي تجتمع فيها وفود خليجية في مكان واحد داخل دولة خليجية، منذ بدء حصار قطر.
وقال مسؤول أحد الفنادق إن حجوزات بعض الوفود قد تأكدت، كما أن الاستعدادات جارية أيضاً لاستضافة المراكز الإعلامية على نفقة وزارة الإعلام في فنادق أخرى، حيث بدأت الوفود الإعلامية العربية والعالمية بالتوافد، نحو العاصمة الكويت.
إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية لـ"العربي الجديد": "إن الحضور سيكون على أعلى مستوى في القمة الخليجية، ولا صحة لما يتردد عن تخفيض الحضور الدبلوماسي لبعض الدول، وسيكون هناك اجتماع لمسؤولي الخارجيات في الدول الخليجية يوم الأحد، يليه اجتماع وزراء الخارجية الـ144 يوم الاثنين، لتعقد القمة الخليجية يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأكد المصدر أن "كل شيء يسير على ما يرام، وموظفو الخارجية يستعدون لعقد القمة الخليجية الأهم في التاريخ، لإنهاء الانقسام الحاد، على يد أمير البلاد".
بدوره، أشار الأكاديمي والباحث السياسي عبد الرحمن المطيري لـ"العربي الجديد" إلى أن "أجواء الشك والريبة التي كانت تسود الكويت قبل أيام، خوفاً من وجود بعض الدول الخليجية التي ترفض المشاركة في القمة قد زالت، بعد أن أضحى اجتماع القادة أمراً واقعاً لا مفر منه، خصوصاً بعد الإعلان الكويتي الرسمي بإرسال الدعوات لكافة الدول الخليجية، وتسليمها عبر سفراء الكويت المتواجدين فيها".
وأضاف "بلا شك كانت الضغوط الأميركية والكويتية على الدول الخليجية، سبباً في الحصول على وعد شرف من كافة الدولة بالمشاركة في القمة حال دعوة الكويت لها، وأعتقد أن القادة الخليجيين يعون بأن هناك خطراً أكبر يحدق بهم، والمتمثل في الخطر الإيراني الذي أنشئ من أجله مجلس التعاون الخليجي".
إلى ذلك، يرجح المراقبون السياسيون أن يقدم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، تصوراً جديداً لحل الأزمة، بديلاً عن المطالب الـ13 التي كانت قد قدمتها دول الحصار لقطر والتي رفضها أمير الكويت بنفسه، وصرح بذلك أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ولكن بحسب المراقبين "لا تبدو الأجواء مهيئة لصلح سريع بين الدول الخليجية، خصوصاً بعد قيام أطراف إماراتية وسعودية محسوبة على ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، باتهام قطر مجدداً بالتدخل بالأزمة اليمنية، وهو ما فهمه مراقبون بأنه محاولات إماراتية أخيرة لتخريب القمة الخليجية، ومنعها من الانعقاد".