قالت الاستخبارات الإسرائيلية إن تركيا باتت قوة إقليمية "عظمى" تؤثر بشكل كبير على واقع المنطقة، وذكر المعلق العسكري لصحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، أن التقدير الاستراتيجي الصادر عن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أشار إلى أن تركيا تدير سياساتها الخارجية "بصورة متطورة" إلى جانب أنها تناور بشكل لافت بين القوى العالمية المتنافسة، وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا.
ولفت التقدير إلى أن صعود الدور التركي في المنطقة يقابله تراجع الدور الأوروبي، الذي وجد تعبيره في تعاطي الحكومات الأوروبية مع التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران.
وأشار التقدير إلى أن تركيا تحرص على التدخل في كل مكان وتحاول أن تحافظ على حضورها عند حل أية مشكلة إقليمية، معتبرا أن تدخلها في ليبيا وسورية والساحة الفلسطينية وقضية اللاجئين في أوروبا مجرد أمثلة على آلية إدارة أنقرة سياساتها الخارجية.
وأوضح التقدير أن تركيا تكثف من وجودها في المنطقة في ظل توجه الولايات المتحدة للانسحاب منها، لافتا إلى أن تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالانسحاب من المنطقة يعني أن قراره الأخير بالدفع بـ 19 ألف جندي أميركي للمنطقة لن يغير من نيته ترك الإقليم.
وأشار التقدير إلى أن روسيا تعمل على شغل الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة من خلال بناء تحالفات مع العديد من الأطراف، في حين تعمد الصين إلى خدمة مصالحها في المنطقة من خلال التوصل لصفقات اقتصادية وعبر توسيع مجالات التجارة مع دول المنطقة، وضمن ذلك الانغماس في مشاريع البنى التحتية.