وبعد 60 عاما على وصول الجيش الصيني إلى التيبت، باتت المنطقة بدورها تستفيد من النمو الصيني القوي، حتى أنها سجلت في العام 2015 أعلى معدل نمو إقليمي في الصين (11%). وتتجلى المساعدات العامة في مشاريع طرقات وسكك حديد.
ويؤكد شاب من سكان لاسا، طلب عدم الكشف عن هويته، أن "لهذه الاستثمارات أثراً إيجابياً، لكنها وسيلة لشراء السلم الاجتماعي واحتواء أي محاولة تمرد"، وهي فرضية تبدو راهنا بعيدة عن الواقع، في ظل توافد الكثير من أبناء إثنية هان (كبرى الإثنيات الصينية) إلى لاسا للاستقرار فيها في خلال السنوات الستين الأخيرة.
وتؤكد الحكومة الصينية أنها حسنت ظروف العيش في التيبت، فبين 1951 و2013، ارتفع معدل الأعمار المتوقع من 35.5 إلى 68.2 عاماً، بحسب الأرقام الرسمية.
ويقر ينس-أوي هارتمان، المتخصص في شؤون التيبت في جامعة لودفيغ ماكسيميليناس في ميونيخ الألمانية، بأن "لاسا انتقلت من القرون الوسطى إلى الحداثة، لكن أبناء التيبت لم يختاروا بأنفسهم سبيل الحداثة هذا".
في حي بايي، على بعد بضعة كيلومترات غرب قصر بوتالا، المقر السابق للدالاي لاما، ترفض مديرة أحد مقاهي الشاي خوض مناقشات سياسية تجنبا "للمشاكل"، لكنها تشيد بالتنمية الاقتصادية التي "تنعكس إيجابا على مقهاها".
وبالرغم من النمو المطرد، "يدرك سكان التيبت أنهم يعيشون في مستعمرة صينية"، بحسب كاتيا بوفتريل، المتخصصة في علم الإثنيات في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا في باريس، التي تعتبر أن الشباب هم كبار المستفيدين من النمو الاقتصادي، لكنهم يرزحون تحت وطأة سياسات بكين التي تحظر مثلا نشر صور الدالاي لاما وتنتهك حرمة المواقع المقدسة وتلحق أضرارا بالبيئة لأغراض التنقيب المنجمي.
(فرانس برس)