الاختفاء القسري في مصر يطل بوجهين قبيحين

08 ديسمبر 2015
الاختفاء القسري بدأ إبان ثورة يناير (الأناضول)
+ الخط -
عاد الحديث من جديد عن الاختفاء القسري في مصر، في ظل تزايد أعداد المختفين يومياً، وكذلك في ظل مرور عشرات الأيام على اختفاء عشرات الشباب وسط صمت مطبق لكافة أجهزة الدولة المصرية، إلا أنه هذه المرة أطل بوجه أكثر قبحاً، وهو دخول بعض وسائل الإعلام المحسوبة على أجهزة أمنية في الترويج لنظرية أن هؤلاء الأشخاص، المُبَلَّغ باختفائهم قسريّاً، سافروا للقتال في سورية بين صفوف تنظيم الدولة "داعش"، في محاولة لتبرئة أجهزة الأمن من المسؤولية.

وقالت سلمى عبد الغفار، منسقة منظمة هيومن رايتس مونيتور لحقوق الإنسان، إنه في الشهور الثلاثة الماضية وثقت المنظمة 207 حالات اختفاء قسري في مصر، جميعها تورطت فيها أجهزة الأمن المصرية.

اقرأ أيضاً: طلاب جامعة الإسكندرية يتظاهرون للإفراج عن "العريس المخطوف"
وفي الوقت، الذي تؤكد فيه إبلاغ أهالي كافة الحالات للمجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، تشير إلى أن المعلومات الواردة من المجلس، تدعي أن المسجل لديهم من حالات هو 66 حالة فقط. 

وأكدت أنه تم إبلاغ الصليب الأحمر بأسماء الـ207 حالات، الذين وثقتهم المنظمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وحول ما أثارته صحف مدعومة من أجهزة أمنية بشأن سفر المختفين إلى سورية، قالت عبد الغفار هذا غير حقيقي بالمرة، فمعظم الحالات التي سجلتها المنظمة، شوهدت في أماكن احتجاز تابعة لوزارة الداخلية المصرية، بين أقسام شرطة وسجون.

ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع" مقطع فيديو لشخص مصري مصاب يرتدي زياً عسكرياً، مقبوضاً عليه في سورية، خلال عمليات عسكرية، وقالت الصحيفة إنه مصري يقاتل في صفوف "داعش"، حيث يقول الشاب المصري خلال مقطع الفيديو، إنه مصري يقاتل وسط مجموعة تسمى "المرابطون".

يأتي هذا، فيما نشر العديد من المنتديات والمجموعات الإلكترونية السورية مقطع الفيديو، موضحة أنه لفرد من الأمن مصري يقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد.

اقرأ أيضاً: رانيا محمود ياسين تهاجم الثورة والبرادعي: تسلم الأيادي

من جانبها، أضافت عبد الغفار أن "عدداً من السجناء القدامى كانوا عندما يشاهدون أحد المبلغ عن اختفائهم، يحاولون إيصال تلك المعلومات لذويه، عبر أقاربهم خلال الزيارات، أو جلسات المحاكمة، في حين تصر وزارة الداخلية وأجهزتها على نفي تواجد هؤلاء الأشخاص لديها".

وأوضحت أن من أهم الحالات، التي تثبت زيف ما تروجه أجهزة الأمن ووسائل الإعلام المحسوبة عليها، هي حالات مثل إسراء الطويل، التي ظلت مختفية نحو 15 يوما، هي وزميلاها صهيب وعمر، وسط إنكار ونفي من جانب قيادات كبيرة في وزارة الداخلية، بشأن تواجدهم في أي من أماكن الاحتجاز، قبل أن تخرج بعد ذلك لتؤكد إلقاء القبض عليهم وتوجيه عدد من الاتهامات لهم، ومثل تلك الحالات كعبد الرحمن كمال وهيثم عبد الرحيم.

وفي واقعة جديدة، شيع اليوم جثمان إبراهيم محمد إبراهيم من مسجد أسد بن الفرات بالدقي، في محافظة الجيزة، وكان الشاب قد اختفى منذ 40 يوماً، حيث طاف والده على أقسام الشرطة وقدم العديد من البلاغات، التي تفيد باختفائه، قبل أن يعثر على جثمانه في إحدى المناطق النائية وعليه آثار تعذيب.

المساهمون