فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، ومن دون سابق إنذار، بعض السدود والقنوات المائية، الملاصقة للحدود الشرقية لقطاع غزة، الأمر الذي أدّى إلى إغراق أجزاء كبيرة من الأراضي والمنازل السكنية القريبة من وادي غزة، وسط القطاع.
وقال رئيس بلدية المغراقة وسط القطاع، يوسف أبو هويشل لـ "العربي الجديد"، إنّ المواطنين استغاثوا فجراً بالبلدية، وأبلغوها بفتح الاحتلال لأحد السدود المائية، وغرق منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية، مبيناً أن طواقم البلدية والدفاع المدني أنقذوا نحو 100 عائلة حاصرتهم المياه.
وأضاف أبو هويشل، أنّ منسوب المياه ارتفع في بعض المناطق إلى أربعة أمتار، الأمر الذي سبّب في إحداث أضرار مادية كبيرة في المنازل والبنية التحتية والأراضي الزراعية ومزارع تربية الماشية.
وبين رئيس البلدية أنه تم إجلاء العائلات المتضرّرة إلى مراكز الإيواء القريبة في المنطقة، بينما وضعت طواقم البلدية والدفاع المدني على أهبة الاستعداد، خشية إعادة الاحتلال فتح أحد السدود الجديدة، رغم نقص الإمكانات والمعدات لدى الطواقم العاملة.
وأشار أبو هويشل إلى أنه لم تسجل إصابات في الأرواح، ولكن تم إخلاء كافة المنازل السكنية القريبة من المنطقة، والمجاورة لمنطقة وادي غزة، موضحاً أنّ العمل جارٍ لحصر الأضرار وخفض منسوب المياه في الوادي.
وهرعت قوات الدفاع المدني والإنقاد إلى المنطقة المتضرّرة، في محاولة لتقليل الخسائر والأضرار، رغم ضعف إمكاناتها الناتج عن استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يمنع مدّ الجهاز والقطاع بما يلزمه من إمكانات لتجنّب مثل هذه "الكوارث".
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كرّر خلال السنوات الماضية، فتح السدود المائية المنتشرة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، من دون أي إشعار مسبق، والتي يقيمها من أجل تخزين مياه الأمطار وتحويلها إلى باطن الأرض، ثم تغذية الخزّان الجوفي بها، ومنع سريانها نحو قطاع غزة الذي يعاني من أزمة مياه حادة وشح في مصادرها.
الحكومة تندد
وفي السياق، أكدّ وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية، مفيد الحساينة، أنّ قيام الاحتلال الإسرائيلي بفتح سدود وادي غزة، تجاه قرى ومدن القطاع، "جريمة كبيرة بحق المواطنين الآمنين"، فقد أدى ذلك إلى غرق العشرات من منازل وخيام المواطنين القاطنين في تلك المنطقة، كما أدى ذلك إلى تلويث مياه البحر.
وقال الحساينة في تصريح تسلمه "العربي الجديد" إنّ فتح هذه السدود وغرق منازل المواطنين، يضاعف من المعاناة الإنسانية لهؤلاء المواطنين في ظل الحصار ومواصلة إغلاق المعابر، موضحاً أنّ وزارته قامت بوضع سواتر ترابية لمنع وصول المياه إلى منازل المواطنين، وأنه تم إغلاق عدد من الشوارع لمنع وصول المياه إلى منازل المواطنين.