الاحتلال يُخلي ساحة قرب باب الرحمة تمهيداً لاقتحام المستوطنين

14 أكتوبر 2019
قوات الاحتلال تواصل التضييق (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -
أخلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، المرابطين من الساحة الرئيسية المتاخمة لمصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، حيث المسار الذي يسلكه المستوطنون يومياً في اقتحاماتهم، وألزمتهم بالانتقال إلى منطقة قريبة من تلك الساحة.

وفي تعليقه على هذه الخطوة، قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، محمد الأشهب، لـ"العربي الجديد"، "إن هذا الإجراء يتم يومياً وليس جديداً، حيث يمنع المرابطون والمصلون عموماً، وحتى حراس الأقصى، من الاقتراب من المسارات التي يسلكها المستوطنون، سواء في منطقة باب الرحمة أو المسجد القبلي والمصلى المرواني، بل إنهم يتجاوزون إجراءات المنع هذه باقتحام المصليات واعتقال من فيها كما حدث أمس في اقتحامهم لمسجد الصخرة واعتقال أحد الشبان هناك".
يأتي ذلك، في وقت شرع المستوطنون فيه بتكثيف اقتحاماتهم منذ الصباح بحماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الخاصة وتنفيذاً لدعوات أطلقتها جماعات يهودية متطرفة بمضاعفة هذه الاقتحامات مع بدء احتفالاتهم بـ"عيد الغفران اليهودي". ووفقاً للأشهب، فقد اقتحم أكثر من 70 مستوطناً في غضون ساعة باحات الأقصى وسط تواصل الاقتحامات وتواليها.
ورفض الأشهب التعليق على تصريحات جديدة لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، غير تلك التي أدلى بها قبل أيام بخصوص السماح قريباً بصلاة اليهود في الأقصى واستعادة السيطرة عليه، حيث نقل أمس عن الوزير الإسرائيلي قوله إنه في عام 2023 سيجري استصدار تصاريح دخول للمقدسيين لزيارة الأقصى. وأكد الأشهب أنه جارٍ التثبت من هذا التصريح والتأكد من مصدره.

كذلك منعت قوات الاحتلال عضو المجلس الثوري ووزير القدس السابق، حاتم عبد القادر، من دخول المسجد الأقصى المبارك لحضور جلسة لمجلس الأوقاف الأعلى، وذلك بحجة عدم خضوعه للتحقيق في سجن المسكوبية الاحتلالية.

وفد المنتخب السعودي في المسجد الأقصى

وفي السياق، أنهى الوفد الإداري للمنتخب السعودي قبيل ظهر اليوم، زيارة قصيرة جداً للمسجد الأقصى تحت حراسة ومرافقة أمنية كبيرة من عناصر أمن فلسطينيين، وبالتزامن مع انتشار مكثف لعناصر المخابرات الإسرائيلية الذين حضروا في باحات الأقصى قريباً من المسار الذي سلكه الوفد السعودي.

وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن العشرات من عناصر الأمن الفلسطيني استبقوا وصول الوفد السعودي إلى الأقصى، وخلال سيرهم هناك صرخ شبان ومرابطات ضد الزيارة واتهموا القائمين عليها بالتطبيع، فيما ردّ عناصر من الأمن بشتم المحتجين بعبارات قاسية وصلت إلى حد وصفهم بـ"الخنازير".

إلى ذلك، أبعدت سلطات الاحتلال قبيل ظهر اليوم، إلى رام الله مدير الأمن الوقائي في القدس، سعيد عطاري، الذي كانت قد اعتقلته في وقت سابق من اليوم بذريعة عدم حصوله على تصريح دخول للقدس، فيما لا تزال تحتجز عدداً آخر من النشطاء من حركة "فتح"، من بينهم معتصم غنيم، وسنان أبو عيد، وهما من بين خمسة نشطاء اعتقلوا مع عطاري.


من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم، من باحات الأقصى 6 شبان مقدسيين ونقلتهم إلى أحد مراكز الاستجواب في البلدة القديمة من القدس.
ووجهت إلى الشبان الستة تهمة عرقلة اقتحامات المستوطنين للأقصى ورفضهم مغادرة أحد المسارات التي يسلكها المستوطنون، على ما أفاد بذلك أحد حراس الأقصى لـ"العربي الجديد".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها، "إن سلطات الاحتلال تمعن في تجنيد الأعياد الدينية واستغلالها كمناسبات ومحطات لتنفيذ المزيد من برامجها ومشاريعها الاستيطانية الاستعمارية، عبر توظيف زخم المشاركين في الأعياد وتوجيههم وتحويلهم إلى مشاركين في أعمال عدوانية استفزازية، من شأنها تعميق عمليات الاستيطان والتهويد في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتكثيف الاعتداءات على المقدسات في القدس".
وتابعت: "هذا ما يتضح جلياً من إقدام سلطات الاحتلال صبيحة هذا اليوم على إخلاء مصلى باب الرحمة والبدء بتنظيم الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك من جهة، وإطلاق دعوات رسمية للإسرائيليين للتنزه في الضفة الغربية المحتلة بمناسبة عيد العرش من جهة أخرى، خاصة في الأراضي التي صادرتها قوات الاحتلال تحت مسميات المحميات والحدائق الوطنية، والتنزه بالقرب من الينابيع ومناطق البحر الميت والمواقع التاريخية والأثرية مثل سبسطية وغيرها، وذلك بهدف الترويج لرواية الاحتلال القائمة على تزوير حقائق التاريخ والجغرافيا وتشويه العلاقة بالمكان".
وأشارت إلى أن ذلك يأتي في وقت تختطف فيه سلطات الاحتلال بالقوة الطبيعة الفلسطينية الخلابة وتعتقلها إما من خلال جدار الفصل العنصري أو الحواجز أو الأسلاك الشائكة أو إغراقها بالمياه العادمة ومخلفات المصانع الكيميائية المدمرة للبيئة، وهو ما يتزامن مع إبعاد المواطنين الفلسطينيين وحرمانهم التنزه والاستمتاع بطبيعة وطنهم وبلادهم التي شاركوا عبر الحقب الزمنية المتعاقبة في تشكيلها.
وتابعت: "في الأغوار المحتلة مثلاً، تكثيف علني ومركز لصورة جنود الاحتلال وهم يلاحقون ويطاردون الفلسطينيين وماشيتهم ويدمرون مصادر رزقهم بحجة التدريبات العسكرية، فيما يقوم المستوطنون بالعربدة واقتلاع أشجارهم ويسرقون أغنامهم ومياههم وأرضهم تنفيذاً للمشروع الاستعماري الاستيطاني".
وقالت الخارجية الفلسطينية: "نحن إزاء مشهد عنصري بغيض تنشره دولة الاحتلال في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة وتعمل على تعميقه على مرأى المجتمع الدولي ومسمعه، بما يحدثه من تدمير ممنهج لفرصة تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وبما يخلفه من تغييرات على الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في الأرض المحتلة".
وطالبت الوزارة الفلسطينية الدول التي تدعي الحرص على مبادئ حقوق الإنسان والتي لم تعترف بدولة فلسطين بعد، بالإسراع بالاعتراف بها، كخطوة لا بد منها لمواجهة المشروع الاستيطاني الاستعماري لحماية حل الدولتين.


في سياق منفصل، هاجم مستوطن بتهديد السلاح، اليوم الاثنين، قاطفي الزيتون في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم شمالي الضفة، ومنعهم تحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية من مواصلة عملهم وطردهم من الأرض، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".