تلف محصول القمح بعد منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إليه

03 اغسطس 2017
منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم (فيسبوك)
+ الخط -



لا يكلّ الفلسطيني ولا يمل من أرضه، على الرغم من المضايقات والانتهاكات التي يمارسها المحتل الإسرائيلي، لمنعه من حصد رزقه.

ثماني عائلات فلسطينية من قرية جالود جنوبي مدينة نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، عملت وتعبت، هذا العام، وهي تحرث أرضها وتبذرها بالقمح وترشها بالسماد من أجل محصول مثمر، لكن الاحتلال نغصّ عليهم، ومنعهم عن رزقهم الذي يعتمدونه بشكل أساسي في كل عام.

رئيس المجلس القروي عبد الحاج محمد أوضح لـ"العربي الجديد" معاناة المزارعين الذين منعهم الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم، إذ تبلغ مساحة الأرض التي تعمل بها العائلات الثماني، 250 دونماً، وهو سهل جميعه مزروع بالقمح، كان من المفترض أن يتوجه المزارعون للحصاد منذ خمسين يوماً، لكن الاحتلال لم يسمح لهم بالوصول إليها متحججاً بذرائع أمنية.

وأشار إلى أن هذا السهل الواقع شرقي القرية، تحيطه بؤرتان استيطانيتان، وهما "يش قوديش" و"إحياه"، وأجبر الاحتلال الإسرائيلي المزارعين أن يتقدموا بطلب تنسيق للوصول إلى أرضهم. وحين تقدموا بذلك، ماطل الاحتلال كثيراً، وتأخر في الرد على أهالي البلدة، حتى انتهى موسم الحصاد وتلف كامل المحصول.

ويعمل الاحتلال الإسرائيلي بمخطط مدروس على تدمير الأراضي الفلسطينية، والتعكير على الفلسطيني ووضع العراقيل والحواجز أمامه في حركته وممارسته حرية الحركة بالوصول إلى أرضه ومتابعة محصوله عن كثب، ليس هذا فحسب بل ويمنعه من حصاد محصوله، وكل ذلك من أجل أن يشعر الفلسطيني بالتعب ويترك أرضه تصبح بوراً، حتى يسيطر عليها المستوطنون ويضموها إليهم، وفق ما قال الحاج محمد لـ"العربي الجديد".



ولفت إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب منعهم من قبل الاحتلال بالوصول إلى أرضهم، حيث أحصى المجلس القروي مع المزارعين خسارة العائلات الثماني والتي قدرت بأكثر من 83 ألف دولار، والتي تشمل الحراثة وثمن البذر والسماد وكل ما يحتاجه المحصول من ظروف مناسبة.

كما أشار إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي، أبلغ المجلس القروي، يوم أمس، أنه تم استصدار التنسيق للوصول إلى الأرض، اليوم الخميس، وعندما ذهب المزارعون وجدوا أن القمح قد ذبل والمحصول تلف بشكل كامل، ما اضطرهم لإحضار الجرارات الزراعية والعمل على حرث الأرض من جديد، كي لا تصبح بوراً، تخوفاً من قيام المستوطنين بمحاولة السيطرة عليها".

واعتبر الحاج محمد أنّ "هذه الممارسات التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المزارعين، تمثل انتهاكاً لجميع القوانين والأعراف الدولية ولقواعد القانون الإنساني ومعايير حقوق الإنسان، وتمثل جزءاً من العقوبات الجماعية التي تحظرها قواعد القانون الدولي الإنساني، وهي ممارسات خطيرة لا يمكن السكوت عنها وإبقاء أراضينا رهناً للتنسيق الأمني".

من جهته، أكد المزارع محمود فوزي، أن الاحتلال الإسرائيلي أفسد محصول العام من القمح، عن عمد، بعد المماطلة والتأخر في السماح لهم بالوصول إلى أراضيهم، وقال "الاحتلال أضاع علينا تعبنا وعملنا في الأرض، وأفسد الموسم، ولن نستفيد من القمح الذي زرعناه سوى أن يكون طعاماً للطيور والحيوانات".

وأشار إلى أنه وغيره من المزارعين، يعتمدون بشكل أساسي على هذا الموسم، لتوفير قوتهم السنوي، إذ يعتبر مصدر رزقهم، ويعولون عليه في كل عام، ويفكرون به دوماً بسبب المنع من الوصول إلى الأرض سوى مرتين في العام، إذ يسمح الاحتلال لهم مرة لزراعته في شهر فبراير/شباط، والمرة الثانية خلال موسم الحصاد.

وكان أهالي البلدة قد استعادوا هذه الأراضي من سيطرة الاحتلال عام 2013، وذلك بعد أن كان قد صادرها، وقد عمل المجلس القروي والمزارعون بالتعاون مع مؤسسات حقوقية على تقديم أوراق الأراضي وإثبات ملكيتهم لها، حتى استطاعوا أن ينتزعوا قراراً من محكمة الاحتلال بأحقيتهم بالأرض.

إلا أن الاحتلال لم يترك المزارعين وشأنهم، فقد حد عليهم الحركة والوصول إلى أرضهم، وذلك من أجل التضييق عليهم وزيادة معاناتهم، حتى يملوا منها ويتركوها دون زراعة من أجل ضمها للمستوطنات والبؤر الاستيطانية المقامة على أراضي القرية، بحسب الحاج محمد.

يشار أيضاً إلى أن المستوطنين في بؤرتي "يش قوديش وإحياه" يعملون بشكل دائم على التوسع والامتداد على حساب الأراضي الفلسطينية، حيث يقومون بتجريف الأراضي بشكل مستمر، بالإضافة إلى مستوطنة "شفوت راحيل" والبؤرة الاستيطانية الجديدة "عميخاي" والمقامتين على أراضي جالود الجنوبية والشرقية.