الاحتلال يعتقل عريساً لإقامة زفته في المسجد الأقصى

20 نوفمبر 2016
العريس عبد الفتاح الفاخوري (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن في حسبان عائلة الشاب المقدسي عبد الفتاح الفاخوري من سكان حارة باب حطة في البلدة القديمة من القدس أن تتحول زفة عرس ابنهم عبد الفتاح، والتي انطلقت من المسجد الأقصى إلى برج اللقلق ساحة الاحتفال الرئيسية بزفافه، إلى تهمة يساق على إثرها العريس إلى الاعتقال.

كذلك اعتقل معه مصوره ومساعد المصور وتحول الجميع إلى التحقيق في مركز شرطة الاحتلال الإسرائيلي المعروف بالقشلة في القدس القديمة، ليل الجمعة – السبت.

ظل العريس محتجزاً طيلة ساعات النهار وسط مماطلة محققي الاحتلال الذين تلاعبوا بأعصاب العائلة على مدى ساعات. واضطر والد عبد الفتاح إلى تأجيل العرس حتى أجل غير مسمى، منهياً الاستعدادات الأخيرة لزفاف ابنه. وانتابت العائلة مشاعر الحزن والغضب بعد أن نغص الاحتلال على العائلة فرحتها كما يقول أحمد الفاخوري، والد العريس لـ"العربي الجديد".

واستمر التحقيق مع العريس عبد الفتاح عدة ساعات وتمحور حول زفته، إذ قال والد العريس: "السهرة والزفة عادة مقدسية لم نتجاوز خلالها أي قانون، ولم تكن هناك أي مخالفة، فقط هم يريدون تخريب فرحتنا حتى قبل اعتقال عبد الفتاح، وتواجد جنود الاحتلال في محيط الحفل وصوروه بالهواتف المحمولة، وأقاموا حاجزاً عند باب الأسباط، وحاجزاً ثانياً حيث اعتقلوا أعضاء الفرقة الفنية التي أحيت الزفة، بما في ذلك اثنان من المصورين ونقلوهم إلى مركز استجواب، ليعودوا بعدها ويقتحموا منزلنا ويعتقلوا هذه المرة العريس نفسه".

كانت ساعات طويلة بالنسبة لعائلة العريس، اضطرت معها إلى اتخاذ قرار تأجيل الزفاف، وألغت غداء العرس بعد أن جهزت له عدتها، بحسب المواطن الفاخوري.

وتابع: "قررنا تأجيل كل شيء، وأبلغنا جميع المدعوين بما في ذلك الأهل والأقارب وقاعة العرس التي ألغت بدورها كل شيء، دون أن يكون بمقدورنا تحديد موعد جديد، فقد يأتون في كل حين لينغصوا علينا فرحتنا".




مع موعد زفافه، أتم عبد الفتاح عامه الثلاثين، وكانت مناسبة جميلة بالنسبة للعائلة أن تحتفل بزفاف ابنها البكر، كل شيء لم يعد قائما كما يقول والده، والذي انتظر والعائلة كل هذه السنوات ليعيشوا الفرحة بزفاف ابنهم.

بالنسبة للعريس، لم يستغرب اعتقاله من قبل الاحتلال عشية عرسه، فعلوا الشيء ذاته قبل أكثر من عام مع شاب من الحي ذاته، واعتقلوه من داخل صالون الحلاقة واعتقلوا صاحب الصالون أيضا وهو صديقه.

"كل التحقيق تركز حول الزفة من الأقصى، حاول المحقق إلصاق تهمة التحريض، وكان يدرك أن ذلك غير صحيح، بالنسبة للمحقق كانت مناسبة للانتقام ليس مني فحسب بل من عائلتي والحي الذي أقطنه"، يقول العريس لـ"العربي الجديد"، عقب الإفراج عنه. وأكد أن حارة باب حطة من الحارات العصية على الاحتلال، مضيفا "صحيح نجحوا بتأجيل العرس والتنكيد علينا، لكنهم لن يمنعونا من إتمامه ولو بعد حين".

في المقابل، تسمح سلطات الاحتلال للمستوطنين بإقامة طقوس زواجهم في الأقصى خلسة، إذ يقول مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري: "هذه الطقوس تقام برعاية الاحتلال وحمايته، لكن بالنسبة لشبابنا فهم يمنعون عنهم الفرحة، حتى لو كان الأمر يتعلق بزفة عرس تقليدية يحييها المقدسيون منذ عقود طويلة تبركا وتقديسا للعرس وأصحابه".

أما رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، فيصف ما جرى مع عبد الفتاح وعائلته بأنه "اعتداء فظ على عائلة قررت أن تحتفل بزفاف ابنها على طريقتها المعتادة، بضغط من مستوطني القدس العتيقة الذين ترعبهم الزفة بأغانيها الحماسية والوطنية، وهم لا يريدون ذلك".



المساهمون