الاحتلال يحكم الأسير أمجد حامد بالمؤبد ليترك عائلته وحيدة

28 سبتمبر 2017
حرم من أسرته وأطفاله (العربي الجديد)
+ الخط -


ما زالت الشابة الفلسطينية روان جمال جميل حامد (26 عاماً) تستذكر اللحظات الأولى الصعبة والمؤثرة للقاء طفلتها تولين (3 أعوام) بوالدها الأسير أمجد مصطفى صالح حامد (37 عاماً)، من سكان بلدة سلواد شرق رام الله وسط الضفة الغربية، حينما التقيا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة.

بعد ستة شهور على اعتقال أمجد حامد، كانت تولين حينها تبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر كان اللقاء الأول بينهما، وتقول والدتها لـ"العربي الجديد"، اللقاء كان مؤثراً جداً. لقد تخوفت تولين من والدها وحينما رأته صدمت".

في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حكماً بسجن أمجد حامد بالمؤبد لمرة واحدة وغرامة مالية تبلغ نحو (100 ألف دولار)، بعد سلسلة من جلسات المحاكمة إثر اعتقاله في السابع من يوليو/تموز من العام 2015.

وتتّهم سلطات الاحتلال أمجد حامد بالمشاركة في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "شفوت راحيل" المقامة على أراضي نابلس ورام الله بالضفة الغربية، منتصف عام 2015، قتل فيها مستوطن إسرائيلي وأصيب 3 آخرون، ضمن خلية عسكرية تتبع لحركة حماس مكونة من خمسة أشخاص، هم: أمجد حامد، وفايز حامد، وعبد الله حامد، وثلاثتهم في سجون الاحتلال. وتواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقال اثنين من أفراد الخلية في سجونها وهما: معاذ حامد، وأحمد ياسين الشبراوي.

أمجد حامد أصر قبل عدة سنوات على العودة إلى بلدته سلواد، تاركاً عمله في أميركا، لكي يكون بجانب والدته المسنة المريضة والوحيدة، إذ إن عائلته مكونة من ثلاثة شبان فقط، فشقيقه أحمد أسير محرر بصفقة وفاء الأحرار ومبعد إلى الخارج بعد أن كان محكوماً بالسجن ثمانية مؤبدات، وهو مصاب بسرطان في الحنجرة ولا يستطيع النطق، أما شقيقه أكرم فيعمل في أميركا ومنع عقب اعتقال أمجد من دخول فلسطين، ما اضطر أمجد للعودة حينها، وعمل بعد ذلك كاتباً في محكمة سلواد الشرعية ثم في ديوان قاضي القضاة الشرعي الفلسطيني.



قبل نحو ست سنوات تزوج أمجد من روان وهي من بلدة قصرة في نابلس شمال الضفة، وكونا أسرة وأنجبا طفلين، هما مجد (5 سنوات)، وتولين (3 سنوات الآن)، وفرق السجن بينهما، لتبدأ بعد ذلك حكاية من المعاناة.

فصول تلك المعاناة بدأت، ببعد أمجد عن أسرته ووالدته وحرمانه من لحظاته السعيدة والحزينة، بينما لم تتمكن والدته من زيارته منذ اعتقاله بذريعة أنه لا توجد صلة قرابة بين أمجد ووالدته!، أما زوجته فمنعت من الزيارة منذ نحو عام بحجة المنع الأمني.

أبعد عن أبنائه (العربي الجديد)


الحاجة  كريمة حامد (75 عاماً)، والدة أمجد، توضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ابنها كان يرافقها إلى الأطباء لتلقي العلاج" وتضيف "نصيبه هذا المسكين بالدنيا، إن شاء الله يعود لبيته، ويبقى البيت عامراً ومفتوحاً، ويبقى بجانبي ويساعدني وأراه".

أمجد المعتقل حالياً في سجن بئر السبع الإسرائيلي، يعاني من حساسية مزمنة، وكان قد عانى فترة اعتقاله من تعرضه للتحقيق في مركز تحقيق المسكوبية لمدة 57 يوماً، بينما زوجته تحمل حملاً كبيراً الآن بعدما ترك لها أمجد (تولين بعمر سنة، ومجد بعمر سنتين ونصف) وزادت المسؤولية عليها.

أما روان فتستذكر صفات زوجها أمجد حامد، وتقول "يحب الحيوانات والطبيعة، يحب كل شيء في فلسطين"، أما علاقاته الاجتماعية فهي واسعة ويحب مساعدة الناس كثيراً، يحب الصغار ومغرم بهم كثيراً، ويحب الاستماع لكبار السن والجلوس معهم، يحدثونه عن قصص أيام زمان التي يحبها كثيراً.

وعن اعتقال أمجد تقول "لقد فوجئنا، وصدمنا من اعتقال أمجد ولم نتوقع يوماً أن يكون أمجد ضمن المتهمين بالمشاركة بالعملية، لقد كان كتوماً جداً وغامضاً، وظننا حين اعتقاله أن في الأمر خطأً".

اعتقل  أمجد حامد بطريقة همجية (العربي الجديد)

عائلة حامد تعرض كثير من أبنائها للاعتقال ومنهم من يقضي أحكاماً بالسجن لفترات طويلة، كما حال كثيرين من أبناء بلدة سلواد، فيما تتمنى زوجة أمجد الفرج القريب لجميع الأسرى ولزوجها، وتقول "أتمنى أن يخرج أمجد من السجن، ليس مهماً أين سيخرج؟ المهم أن نعيش معاً ونكمل حياتنا ونبني أسرتنا".

وارتفعت أعداد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى (501)، بعد أن أصدر الاحتلال حكماً جديداً بالمؤبد بحق الأسير أمجد النجار، وفق ما أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات في بيان له، مشيراً إلى أن محاكم الاحتلال أصدرت منذ بداية العام الحالي، ستة أحكام بالسجن المؤبد بحق الأسرى: أمجد حامد، محمد حسني أبو شاهين، عبد الله حامد، خالد زهير قطينة، محمد عبد المجيد عمايرة، محمد عبد الباسط الحروب.

والحكم المؤبد هو حكم بالسجن مدى الحياة ويحدده الاحتلال بـ 99 عاماً (مؤبد عسكري)، ويفرضه الاحتلال على الأسرى الأمنيين الذين يتهمهم بقتل إسرائيليين سواء كانوا مستوطنين أو جنوداً، وكذلك على المسؤولين عن توجيه تلك العمليات.