الاحتلال يجرف أراضي في سلفيت واعتقالات في الضفة

18 سبتمبر 2014
في شوارع مخيم العزة في الضفة (أحمد غربلي/فرانس برس/getty)
+ الخط -

 

(محمد عبد ربه، ومحمود السعدي)

أقدمت سلطات الاحتلال، صباح اليوم الخميس، على جرف أراضٍ في محافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، طالت المئات من الدونمات في قرى دير استيا وحارس وقراوة بني حسان وجينصافوط، في إطار سياستها للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وإقامة مستوطناتها والمنشآت التابعة لها، بالتزامن مع مواصلة حملة الاعتقالات والتنكيل ضدّ فلسطينيي الضفة.

وقال رئيس مجلس قرويي دير استيا السابق نظمي سلمان لـ"العربي الجديد"، إنّ عمليات التجريف المستمرة طالت مساحات واسعة من أجل شق طرق لصالح مستوطنات "عمونائيل" و"نوف قانا" المقامة على أراضي محافظة سلفيت، والمطلة على أراضي دير استيا.

وتهدف عمليات التجريف إلى إنشاء خط ناقل للمياه العادمة للعديد من المستوطنات، إضافة إلى التوسيع العمراني الاستيطاني، كما في مستوطنتي "عمونائيل" و"ريفافا" المقامة على أراضي قريتي حارس و"جينصافوط". وتعاني تلك القرى من آثار بيئية سلبية من تلك المياه، أدت إلى هلاك أشجار الزيتون. وأشار سلمان إلى أن أعمال التجريف والتوسع الاستيطاني قطعت الطريق الواصل ما بين قرية دير استيا وخربة شحادة.

وفي السياق نفسه، دفعت قوات الاحتلال، صباح اليوم، بعدد من جرافاتها إلى منطقة الإسكان القديم في بلدة العيزرية إلى الجنوب الشرقي من القدس المحتلة، وسط تخوفات من أن تكون مقدمة لعمليات هدم تطال منازل في المنطقة.

وفي سياق حملة الاعتقالات والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، شاباً من محافظة بيت لحم (29 عاماً) ولم تعرف هويته بعد، وذلك أثناء مروره على حاجز عسكري قرب قرية بتير، بدعوى محاولته تنفيذ هجوم يستهدف جنوداً إسرائيليين في القدس المحتلة.

وادعت شرطة الاحتلال، في بيان لها، أن شبهات ثارت لدى جنود الحاجز العسكري المقام بالقرب من قرية بتير وعلى مداخل قرية المالحة المهجرة، حيال شاب فلسطيني اقترب من الحاجز، فأوعز له الجنود بالتوقف، وحين اقترابهم منه لاحظوا وجود أداة حادة (بلطة) بحوزته أخفاها تحت ملابسه، وتم اعتقاله على الفور بعد إرغامه على الانبطاح أرضاً.

ووفق بيان الشرطة، فإن الشاب كان يخطط لتنفيذ هجوم ضد أحد الجنود، وتم نقله لاحقاً إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، لمواصلة التحقيق معه.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال، فجراً، أربعة شبان، عقب اقتحامها لقرية نحالين غربي بيت لحم، وهم: عصام غياظة، وطالب نجاجرة، وماهر الملط، ومهند شكارنة. وكانت قد اعتقلت، ليل الأربعاء، ثلاثة شبان من قرى جنين، وهم: علي خليل وصابر صلاح، وأحمد صلاح.

 ودهمت منزل المواطن وليد أبو عبيد في قرية فقوعة شرقي جنين وفتشته واستجوبت ساكنيه.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، عدة أحياء في مدينة نابلس ومخيم عسكر القديم القريب من المدينة، إضافة إلى اقتحام بلدات بورين ومادما جنوبي المحافظة.

وإلى الجنوب من الضفة الغربية، دهمت قوات الاحتلال خربة ماعين شرقي مدينة يطا بمحافظة الخليل، وفتشت العديد من المنازل، في حين قامت بأعمال تصوير واسعة في المنطقة. فيما اقتحم عشرات المستوطنين منطقة الكرمل الأثرية جنوبي شرق يطا، بحراسة جيش الاحتلال، لإقامة طقوس تلمودية.

في هذه الأثناء، أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، بأن قوات الاحتلال أفرجت، أمس الأربعاء، عن الأسير سائد خطاطبة من قرية بيت فوريك شرقي نابلس، بعد اعتقال طويل في سجون الاحتلال استمر 20 عاماً. واعتُقل خطاطبة في العام 1994، بتهمة قتل مستوطنٍ طعناً بالسكين بمشاركة الأسير المحرر زاهر خطاطبة، والذي أفرج عنه سابقاً في صفقة "وفاء الأحرار".

من جهة ثانية، ناشدت والدة الأسير المريض مجد السعدي من جنين؛ المؤسسات الحقوقية للتدخل لإنقاذ حياة ابنها الذي يعاني من مرض الصّرع والديسك، والمعتقل في سجون الاحتلال منذ ديسمبر/كانون الأول 2013، ولا يزال موقوفاً، في حين يمارس بحقه الإهمال الطبي من قبل مصلحة سجون الاحتلال، وفق ما أفاد نادي الأسير.

إلى ذلك، اعتقلت شرطة الاحتلال، صباح اليوم، متطرفاً يهودياً في الأربعين من عمره، خلال محاولته القيام بطقوس تلموديبة وصلاة داخل باحات المسجد الأقصى.

وأفاد شهود عيان في المكان لـ"العربي الجديد"، بأن المتطرف المذكور ألقى بنفسه أرضاً وشرع بالصراخ والعويل قبل أن يتدخل حراس الأقصى وأفراد من شرطة الاحتلال، ويخرجوه من ساحات الأقصى، وينقلوه إلى مركز لشرطة الاحتلال في ساحة البراق.

 

المستوطنون يعتدون على الفلسطينيين

(جنين، عميد زايد)

وفي جنين، أغلق مستوطنو مستوطنة "دوتان" المقامة على أراضي بلدة يعبد جنوبي غرب جنين، الطريق الرئيس الذي يمر بمحاذاة البلدة ويربط بين مدينتي جنين وطولكرم، ورشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، ما أدى إلى تكسير زجاج عدد منها.

وقال شهود عيان من المنطقة لـ"العربي الجديد" إنهم سمعوا أصوات صراخ، وشاهدوا المستوطنين يهجمون بالحجارة على مركبات المواطنين الذين يمرون من الشارع، فيما بدأ أصحاب المركبات بالصراخ على الجيش المتواجد في المكان كي يبعد المستوطنين، لكن الجيش لم يردعهم.

وبعد ساعة من اعتداء المستوطنين على المركبات الفلسطينية، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مركز بلدة يعبد، وأطلقت القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المواطنين.

وأوضح أحد المواطنين من البلدة ويدعى رائد أبو بكر لـ"العربي الجديد" أن الجيش بدأ بإطلاق القنابل على الشبان الجالسين في مقاهي البلدة، دون سابق إنذار، وعندما هرب الشبان انسحب الجيش على الفور.

وفيما كانت قوات من جيش الاحتلال تقتحم يعبد، نصبت قوات أخرى الحواجز على الطريق المؤدية إلى مستوطنة دوتان، واحتجزت مركبات الفلسطينيين، وقامت بتفتيشها. وقال رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر لـ"العربي الجديد" إن الجيش ادعى بأن الشبان رشقوا مركبة أحد المستوطنين بالحجارة، ما أدى إلى تكسير زجاجها.

المساهمون