أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أسيرا فلسطينيا معتقلا لديها على توجيه الشتائم لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية أمام الكاميرا، بعدما أحضرته إلى منزل عائلته في بلدة دورا، جنوب الخليل، إلى الجنوب من الضفة الغربية، فيما واصلت قوات الاحتلال ملاحقة منفذ عملية بركان أشرف نعالوة، ودهمت العديد من منازل أقاربه، فجر اليوم، في مسقط رأسه في ضاحية شويكة، شمال مدينة طولكرم، إلى الشمال من الضفة.
ونفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة، ونفذ المستوطنون اعتداءات في الضفة، واقتحم مستوطنون آخرون باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال.
وقال الأسير المحرر هاشم الرجوب، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال دهمت منزلي في وقت متأخر من الليلة الماضية، وأحضرت معها ابني أويس (25 عاما)، المعتقل في مركز تحقيق عسقلان، منذ اعتقاله في 22 من سبتمبر/ أيلول الماضي، ودهمت منزلنا واحتجزت جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة، بعد تفتيش المنزل، ثم أوقفت أويس أمام المنزل وصورته وهو يتحدث كمن يجري مقابلة صحافية، كما رآهم الجيران كذلك، والذين أخبرونا بما حدث".
وأضاف: "ولاحقا نقلت قوات الاحتلال أويس إلى سجن عوفر، إذ تبين أن قوات الاحتلال هددت ابني أويس حينما أحضرته للمنزل باعتقال جميع أفراد العائلة وتحطيم محتويات المنزل، في حال لم يردد كلمات مفادها بشتم غزة ومقاومتها أمام عدسة الكاميرا، ما اضطره لترديد تلك الكلمات".
واعتبر والد الأسير المحرر هاشم الرجوب، الذي أمضى نحو خمس سنوات داخل سجون الاحتلال، غالبيتها في الاعتقال الإداري، أن ما جرى هو بهدف "تشويه العائلة، وأمر غريب وإفلاس من قبل الاحتلال، الذي يحاول ردع أي شاب قد يفكر بالتواصل مع غزة".
في سياق منفصل، أحرق مستوطنون، فجر اليوم، مركبة فلسطينية في قرية عوريف، جنوب نابلس، شمال الضفة، تعود للمواطن الفلسطيني محمود شحادة وخطوا شعارات عنصرية في المكان، خلال تسللهم إلى القرية، وتواجدت في المكان قوات الاحتلال، وفق ما أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، في حديث لـ"العربي الجديد".
وأشار دغلس إلى أن المستوطنين من مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي نابلس كانوا قد هاجموا، الليلة الماضية، مركبات فلسطينية على الطريق بين جنين ونابلس، ما ألحق أضرارا في عدد من تلك المركبات.
وكان مستوطنون قد خطوا، أمس الثلاثاء، عبارات عنصرية على بوابة منزل في قرية بيت اسكاريا وأعطبوا إطارات مركبة، وسط تجمع مستوطنة غوش عصيون، جنوب بيت لحم.
في سياق آخر، تواصل قوات الاحتلال ملاحقة منفذ عملية إطلاق النار داخل مستوطنة بركان، أشرف نعالوة، الذي تمكن من الفرار عقب تنفيذه العملية داخل المستوطنة، والتي قتل فيها مستوطنان، في السابع من الشهر الماضي، حيث دهمت العديد من منازل أقاربه في ضاحية شويكة، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها واستجوبت ساكنيها حول معلومات تقود إلى أشرف، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، غسان مهداوي، خال أشرف.
وقال مهداوي إن "قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية شويكة، في وقت مبكر من فجر اليوم، ودهمت منزلي ومنازل أخوال أشرف وأبنائهم، وكذلك منزل هنادي نعالوة، شقيقة أشرف، واستجوبت الجميع حول أي معلومات عن أشرف، فيما دهمت أراضي قريبة من الضاحية، وأحياء أخرى من مدينة طولكرم".
من جهة ثانية، وفي سياق الاعتقالات اليومية، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت شابين من مدينة بيت لحم، جنوب الضفة، وشابا آخر من مدينة الخليل، جنوب الضفة، بينما كانت قد اعتقلت شابا من مخيم بلاطة، شرق مدينة نابلس، شمال الضفة، أثناء عودته من عمله، بينما كان عدد من الفلسطينيين قد أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في قرية طورة، جنوب غرب جنين، شمال الضفة، الليلة الماضية، والذي أطلقه جنود الاحتلال بشكل استفزازي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، مسعفين من طاقم إسعاف الهلال الأحمر في حي الصوانة، إلى الشمال من البلدة القديمة من القدس، بعد اقتحام قوة مشتركة من المخابرات وشرطة الاحتلال مركز الإسعاف هناك.
وأفاد مسعفون تابعون للمركز، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنه سبقت عملية الاقتحام والاعتقال محاصرة المكان وإغلاق كامل المنطقة، قبل أن تقتاد قوات الاحتلال المسعفين إلى أحد مراكز التحقيق في القدس المحتلة، دون إبلاغ عن أسباب الاعتقال.
من ناحية أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، للمرة الثانية في أقل من ست ساعات، بلدة العيسوية، شمال شرق القدس، ونفذت عملية مطاردة لشبان في البلدة هاجموا مركبات للمستوطنين على الشارع الرئيس المحاذي للبلدة وسط إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز.
وسبق ذلك اقتحام للبلدة واندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بعد مسيرة نظمها الشبان هناك دعما وإسنادا لقطاع غزة، أطلقوا خلالها المفرقعات النارية باتجاه الجنود، في حين اعتقلت وحدة من المستعربين فتى وشابا واعتدت عليهما بالضرب المبرح.
إلى ذلك، جدد المستوطنون، منذ الصباح، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية وحدات خاصة من شرطة الاحتلال.
وأفادت دائرة العلاقات العامة في الأوقاف بأن نحو 60 مستوطنا شاركوا في الاقتحامات حتى الساعة التاسعة والنصف من هذا الصباح، فيما تتواصل اقتحامات مجموعات أخرى في هذه اللحظات.