الاحتلال الإسرائيلي يجدد الاعتقال الإداري للأسيرة الفلسطينية فداء دعمس

16 يونيو 2019
سجون الاحتلال (جاك كويز/فرانس برس)
+ الخط -

جددت محكمة الاحتلال الإسرائيلية، اليوم الأحد، أمر الاعتقال الإداري بحق الأسيرة الفلسطينية فداء محمد يوسف دعمس (24 عامًا)، من بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، لمدة شهرين.

وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان لها، أن تجديد الاعتقال الإداري لدعمس يعني الإفراج عنها في 13 أغسطس/آب 2019، حيث إن هذا التمديد هو الرابع على التوالي.

ولفتت هيئة الأسرى إلى أن دعمس اعتقلتها قوات الاحتلال بتاريخ 29 مايو/أيار 2018، بعد مداهمة منزل ذويها في بيت أمر، وتم نقلها إلى مركز تحقيق "عتصيون" المقام على أراضي الفلسطينيين شمال الخليل، ومن ثم إلى سجن "هشارون" ومنه إلى سجن "الدامون".

والأسيرة دعمس طالبة جامعية في سنتها الثالثة في تخصص إدارة أعمال، وهذا الاعتقال ليس الأول لها، فهي أسيرة محررة وسبق أن اعتقلت بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2015، وحكم عليها بالسجن الفعلي لمدة ستة شهور، إضافة إلى فرض غرامة مالية بقيمة 2000 شيكل (عملة إسرائيلية) بحقها، وأمضت حكمها وتحررت في نهاية يوليو/تموز من نفس العام. علما أن الأسيرة دعمس هي المعتقلة الإدارية الفلسطينية الحالية في سجون الاحتلال.

من جانبها، أكدت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، في بيان لها، أن الاعتقال الإداري الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، لا سيما التمديد المتكرر لأوامر الاعتقال، هو اعتقال تعسفي، وجريمة حرب قد ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

وطالبت مؤسسة الضمير، المجتمع الدولي، بالضغط على دولة الاحتلال لوقف سياسة الاعتقال الإداري والإفراج عن كافة المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال.

في سياق منفصل، قالت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)؛ ضمن ورقة حقائق أصدرتها، اليوم، إن "قوات الاحتلال اعتقلت 421 فلسطينيا/ة من الأرض الفلسطينية المحتلة، خلال شهر مايو 2019، من بينهم 78 طفلاً وست النساء".

ولفتت إلى أنه بذلك بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتّى نهاية مايو الماضي، نحو 5500 أسير، منهم 43 سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو 220 طفلاً، والمعتقلين الإداريين قرابة 500.


سياسة الإهمال الطبي الممنهج

في شأن آخر، أكدت مؤسسات الأسرى أنه لا يزال أكثر من 750 أسيراً يعانون من سياسة الإهمال الطبي من قبل إدارة سجون الاحتلال، حيث تُطبقها بحقهم بشكل ممنهج كوسيلة للانتقام منهم والضغط عليهم.

وأشارت إلى أن الاحتلال يستخدم سياسة الإهمال الطبي وسيلة تعذيب وضغط على الأسرى، بهدف الحصول على اعترافات منهم، أو بهدف كسر معنوياتهم ومضاعفة معاناتهم داخل السجون، وذلك من خلال مأسسة للإهمال الطبي متجذرة في طبيعة نظام السجون والمعتقلات.

في حين أوضحت مؤسسات الأسرى أن سلطات الاحتلال تسعى إلى جعل كل تفاصيل حياة المعتقلين الفلسطينيين ضرباً من الألم والمعاناة، حتى في التقلبات المناخية، فمع ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد وكذلك الرطوبة وقلة التهوية داخل السجون الإسرائيلية ومراكز توقيفها، تتضاعف معاناة الأسرى، خصوصاً في المعتقلات الصحراوية وتلك القريبة من الساحل، حيث تنتشر في بعضها الروائح الكريهة والحشرات. وتحرم الإدارة الأسرى، في غالب الأحيان، من شراء الهوايات أو تركيب مكيفات في السجون، وتتعمد في بعض الأحيان قطع المياه أو حرمان الأسرى من الماء البارد في أقسام العزل الانفرادي.

على صعيد منفصل، وثّقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان منفصل اليوم، جانبا من معاناة الأسرى المرضى القابعين في عدة سجون إسرائيلية، حيث أنهكت الأمراض أجسادهم وباتت لا علاج لها، نتيجة لما يتعرضون له من استهداف مقصود ومبرمح بإهمال أوضاعهم الصحية والاستهتار بحياتهم.

ورصدت الهيئة أبرز الحالات المرضية الصعبة القابعة في ما يُسمى "عيادة معتقل الرملة"، إحداها حالة الأسير سامي أبو دياك (37 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر قضاء محافظة جنين، والذي يواجه وضعاً صحياً حرجاً للغاية، فهو مصاب بمرض السرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وأوجاعه تزداد يوماً بعد آخر، والمسكنات أصبحت لا فائدة منها، ومؤخراً انخفضت نسبة دمه وأصبح يعاني من التهابات حادة في الشرج، وحالته الصحية تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.

وتراجعت الحالة الصحية للأسير المقعد صالح عبد الرحيم صالح (23 عاماً)، من مخيم بلاطة جنوب شرق مدينة نابلس، وصار يشتكي في الآونة الأخيرة من مشاكل حادة في الأعصاب ومن ارتفاع في درجة حرارته، وهو بحاجة ماسة إلى عرضه على طبيب مختص لتشخيص حالته كما يجب، كما أنه ينتظر منذ فترة طويلة إجراء عملية في ظهره لزراعة البلاتين وترميم الفقرات، بسبب وجود بقايا شظايا في جسده إثر إصابته بأربع رصاصات أثناء عملية اعتقاله، لكن إدارة الرملة تماطل في علاجه.

أما الأسيران صلاح خواجا (48 عاماً) من مدينة رام الله، وأنس رصرص من مدينة الخليل، فقد جرى نقلهما مؤخراً إلى عيادة معتقل "الرملة"، إثر إصابتهما بمشاكل في المعدة، وكلاهما بحاجة إلى متابعة طبية لحالتهما الصحية.

وكشفت الهيئة عن ثلاث حالات مرضية قابعة في معتقلات أخرى، إحداها حالة الأسير علاء مرار (27 عاماً) من محافظة الخليل، والذي يمر بوضع صحي سيئ، حيث تفاقمت حالته الصحية عقب استجوابه في مركز تحقيق عسقلان، وأصبح يشتكي من مشاكل في الحلق والحنجرة. ومنذ خمسة أشهر، ازداد الأمر سوءاً، فأصبح يعاني من وجود كتل لحمية في لسانه وحلقه، تُسبب له آلاما حادة وتؤثر عليه، فلا يستطيع النطق بشكل جيد، وهو بحاجة ماسة إلى إجراء عملية ناضور لتشخيص حالته المرضية، لكن إدارة معتقل "عوفر" تماطل في تحويله وإجراء العملية منذ أكثر من شهرين.

بينما تتعمد إدارة معتقل "مجدو" إهمال الحالة الصحية للأسير خالد جرادات (43 عاماً)، من بلدة سيلة الحارثية قضاء جنين، والذي يعاني من مشاكل في عينه اليسرى وصداع مزمن. وفي الآونة الأخيرة، أصبح لا يرى مطلقاً بهذه العين، وهو بانتظار تحويله إلى طبيب مختص للاطلاع على وضعه وتشخيصه، لكن إدارة المعتقل تماطل في تحويله.

وفي ما يخص الأسير سلام الزغل (29 عاماً)، من ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم والقابع حالياً في معتقل "الجلبوع"، والمعتقل منذ 16 عاما ومحكوم بالسجن المؤبد و25 عاما، فهو يشكو من آثار إصابته برصاص جيش الاحتلال في رجله وبطنه أثناء عملية اعتقاله، وبسبب الإصابة فهو لا يزال يعاني وجود بقايا شظايا في جسده ومن ديسكات في ظهره تُسبب له آلاماً حادة، وهو بحاجة إلى عناية فائقة لوضعه الصحي.