لم تغادر الطفلة الغزّية منى جبر(12 عاماً) سريرها بمستشفى "الرنتيسي" في مدينة غزة منذ مدة. عجز الأطباء عن تشخيص مرضها. وفيما تزداد حالتها الصحية سوءاً، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يعرقل نقلها إلى مستشفى "المقاصد" في القدس المحتلة.
قبل نحو تسعة أشهر، بدأت حكاية منى مع المرض. كانت تلعب مع بنات عمها على "أرجوحة" عُلّقت في فناء منزلهم. شعرت بالدوار فجأة وسقطت على الأرض وقد أغمي عليها. نقلها أهلها إلى مستشفى الشفاء الطبي، وتبيّن بعد الفحوصات التي خضعت لها أن نسبة السكر في دمها مرتفعة جداَ من دون معرفة السبب.
مكثت منى يومين في المستشفى تحت مراقبة الأطباء، قبل أن تعود إلى البيت. لكن نسبة السكر لم تستقر في جسدها الصغير، مما اضطرها للعودة إلى المستشفى ثانية. وقبل نحو شهرين، دخلت مرحلة الخطر الشديد، مما استدعى نقلها إلى مستشفى "الرنتيسي" التخصصي للأطفال وسط مدينة غزة.
طوال تلك الفترة، وبعد عجز معظم مستشفيات القطاع عن تشخيص حالتها بسبب ضعف الإمكانيات، سعت وزارة الصحة إلى التواصل مع سلطات الاحتلال لنقلها إلى مستشفى "المقاصد" في القدس المحتلة. إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل. وكان لديها ما يكفي من الحجج لصوغها، كالأعياد اليهودية التي يغلق آناءَها معبر بيت حانون الذي يربط غزة بالأراضي المحتلة، عدا عن الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة.
لكن منى ليست بخير. تقول إن "الانتظار أتعبها. صرت أتمنى الموت". تزداد معاناتها يوماً بعد يوم. أما والدتها أم محمد، فتشير لـ"العربي الجديد" إلى أن "حالة ابنتي يرثى لها. لا أستطيع تخيّل احتمال موتها بين ذراعي، بعدما صارت حياتها مرهونة بموافقة الاحتلال".