الاحتجاجات ضدّ طحن بائع السمك تتواصل بالحسيمة المغربية

31 أكتوبر 2016
خرج المحتجون في مسيرات ضخمة (فيسبوك)
+ الخط -
لم تتوقف مدينة الحسيمة، أحد أهم حواضر منطقة الريف بالمغرب، عن الاحتجاجات ليلاً ونهاراً، وقاطع مئات التلاميذ الدراسة، في مختلف مستويات التعليم بمؤسسات الابتدائي والإعدادي والثانوي، وجابت مسيرتهم أبرز شوارع المدينة، مطالبين بمعاقبة المتورطين في مقتل بائع السمك محسن فكري.

ورفع التلاميذ شعارات تردّدت يوم أمس أيضاً في المسيرات الحاشدة، التي شهدتها بعض مدن المملكة، ومنها "الشعب يريد قتلة الشهيد" في إشارة إلى فكري الذي طحنته آلة الضغط على النفايات بشاحنة لجمع وفرز الأزبال، عندما حاول إنقاذ سمكه الذي صادرته السلطات المحلية، ورمته في حاوية النفايات.

وردّد التلاميذ شعارات تطالب بتحديد ومحاسبة جميع المتورطين في مقتل بائع السمك، كما رفع البعض لافتات سياسية حادة، خاصة في خضم عدم التنسيق في تنظيم المسيرة التلاميذية، قبل أن تتوقف عند مقرات المحكمة والأمن، وأيضا أمام مقر المحافظة.

وينظم المحتجون مساء اليوم اعتصاماً وصفوه بالمفتوح وسط مدينة الحسيمة، وتحديداً في ساحة محمد السادس، إذ سيرفع الغاضبون شعارات تندد بمقتل بائع السمك بتلك الطريقة البشعة، مطالبين بتحديد المتورطين، وعدم الاكتفاء بكبش الفداء من صغار الموظفين والمسؤولين.


وفيما لا يُعرف متى سينتهي الاعتصام المفتوح الذي قرر العديد من المحتجين تنظيمه وسط المدينة، فإن مطالب سكان الحسيمة تجاوزت تحديد المسؤوليات إلى تعيين مسؤولين بعينهم طالبوا برحيلهم قبل أن يقرروا فكّ الاعتصام، وتردد أن وزارة الداخلية تسير في اتجاه معاقبة عدد من المسؤولين المحليين بالحسيمة.

وعلمت "العربي الجديد" أن دائرة التحقيق الذي أطلقته وزارة الداخلية آخذة في الاتساع، بدأت بأصدقاء محسن فكري الثلاثة الذين كانوا برفقته قبل وقوع الكارثة، وأيضا سائق الشاحنة ومن كان معه، علاوة على رجال أمن كانوا متواجدين بالمكان، لتتسع إلى مسؤولين في قطاع الصيد، ومسؤولين آخرين لم تكشف هوياتهم بعد.

وجابت مسيرة ضخمة شوارع الحسيمة، نظمها نشطاء حقوقيون ومدنيون بعدما انطلق التحرك في شكل اعتصام نفذ عشية الأحد، على الساعة السادسة، أمام مقر المحكمة الابتدائية، طالبوا خلاله بتنفيذ العدالة في حق "من ارتكبوا الجريمة البشعة التي طاولت الشهيد فكري"، وفق تعبيرهم.

وسجّل مراقبون أن المسيرات الاحتجاجية، التي شهدتها مدينة الحسيمة سواء مساء أمس الأحد، أو اليوم الإثنين، لم تعرف وجوداً أمنيا ملحوظا، كما مرت المسيرات من عدد من الشوارع بسلاسة دون تدخلات أمنية، رغم حدة الشعارات المرفوعة في بعض الأحيان من طرف الغاضبين.

وكانت السلطات المغربية قد نفت معلومات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن أحد عناصر الأمن أمر "بطحن" الضحية مع أسماكه في شاحنة النفايات، مبرزة أن فكري كان يبيع سمكاً من نوع محظور اسمه أبو سيف، وأن عمال السلامة عندما حاولوا التخلص من السمك برميه في شاحنة النفايات رمى الشاب بنفسه وراءه في محاولة لاسترجاعه فطحن معه.