وأعلن الرئيسان التركي والروسي أمس الثلاثاء في قمة سوتشي عن اتفاق حول مناطق في شرق الفرات وأخرى في غربه.
المناطق الثلاث أولها منطقة العملية العسكرية التركية، والتي يتواجد فيها الجيش التركي إلى جانب "الجيش الوطني السوري". وتمتد بين رأس العين وتل أبيض شرقي نهر الفرات على طوق يقارب 120 كلم.
المنطقة الثانية هي منطقة القامشلي شرق رأس العين، والتي لن تشملها الدوريات الروسية التركية، أما المنطقة الثالثة فهي المنطقة الممتدة من غرب تل أبيض وحتى منبج الواقعة غرب الفرات، وضمنها أيضا مدينة عين العرب وتشمل أيضا منطقة عين عيسى جنوب منطقة العمليات التركية، وقد تشمل جزءا من شرق رأس العين ما بين القامشلي ورأس العين.
وبحسب بنود الاتفاق لا يعتبر ذلك تقسيما لسورية، حيث أكد الجانبان الروسي والتركي على التزامهما بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسورية، بالإضافة لـ"محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية".
الاتفاق ينص على إبقاء الوضع الراهن في منطقة العملية التركية الحالية التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم، بالإضافة إلى إعادة تطبيق اتفاقية "أضنة" في المناطق الأخرى بين النظام وتركيا برعاية روسية، الاتفاق أيضا نص على تسيير الدوريات الروسية التركية المشتركة في كلا الجانبين غرب وشرق منطقة العملية التركية باستثناء القامشلي.
وبالإضافة إلى تسيير الدوريات بعمق 10 كلم ورد في بنود الاتفاق أن الشرطة العسكرية الروسية سيرافقها حرس الحدود السوري، وهنا ما يثير التساؤلات حول مصير هذه المنطقة فهل ستكون تحت نفوذ النظام أم المعارضة السورية.
صورة غير واضحة
وردا على سؤال حول دورهم في الاتفاق، قال المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" المعارض للنظام والمدعوم من تركيا الرائد يوسف حمود لـ"العربي الجديد" "إن الصورة غير واضحة في انتظار ما ستؤول إليه الاجتماعات بين وزير الدفاع والحكومة المؤقتة".
وأكد المتحدث أن "قسد" التي ينص الاتفاق على انسحابها من المناطق المشمولة به لم تنفذ بعد الاتفاق الأميركي التركي بالانسحاب من المنطقة الواصلة بين رأس العين وتل أبيض بشكل كامل.
وما أثار تلك التساؤلات ورود بنود في الاتفاق الروسي التركي تنص على أنه "سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وسيتم تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة".
وأضاف المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" أنه "دائما في أي اجتماعات تكون هناك بنود معلنة لا يعول عليها كثيرا في التحليلات، والاتفاقيات الحقيقية تظهر فيما بعد على أرض الواقع".
وقال المتحدث إن تصريحات الروس اليوم باتت موجهة لـ"قسد" وتفيد بأن "الأميركان خانوكم وإن لم تتمكن روسيا من تطبيق شروط الاتفاق ستنسحب وتترك قسد أمام مواجهة تركيا"، مضيفا "الروسي الآن متواجد في أكثر من 10 قواعد عسكرية في شرق الفرات".
ويأتي كل ذلك في ظل تساؤلات أخرى عن النوايا الروسية ونوايا "قسد" والتي قد تصعب الإجابة عنها حاليا، فهل ستفي روسيا بوعودها في هذه المنطقة، خاصة أن لها تجارب سابقة، حيث انتهكت عدة اتفاقات وقعت مع تركيا بما يخص إدلب وشنت عمليات عسكرية قتلت مئات المدنيين وهجرت الآلاف.
ويقول المتحدث: "لا يمكن للمدنيين أن يعودوا، وحتى غالبية المدنيين في المنطقة هم مطلوبون لنظام الأسد، لذلك سوف تتفاقم أزمة النزوح في تلك المناطق، وأظن أن الروس سيلتفون على الاتفاقية، وهذا بدا واضحا من البداية في تصريحات قيادات قسد بأنهم سيبقون في أماكنهم والوضع سيبقى على ما هو عليه وأن النظام سيأتي كحرس حدود، وهذا الأخير ورد حرفيا في بنود الاتفاقية عن تسيير دوريات روسية وحرس حدود سوري".