فض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعروف اختصاراً بـ PYD، بالقوة مظاهرة في بلدة ديرك شرق القامشلي في محافظة الحسكة السورية شمال شرق البلاد دعا إليها المجلس الوطني الكردي للاحتجاج على ما آلت إليه الأمور في المناطق التي يفرض الحزب سيطرته عليها، خصوصا فيما يتعلق بالتجنيد الإجباري، وتغيير المناهج الدراسية.
ونشر ناشطون صوراً ومقطع فيديو يظهر عناصر "الاسايش" وهي الشرطة الداخلية للحزب وهم يعتدون اليوم على المتظاهرين محاولين تفريق جموعهم بالقوة، كما قامت باعتقال متظاهرين، وتسيير مظاهرات مضادة، وفق ناشطين إعلاميين.
واعتبر كتاب وإعلاميون سوريون كرد أن الحزب المذكور يسير على خطى النظام السوري في قمع المحتجين اعتماداً على الموالين الذين يطلق عليهم السوريون تسمية "الشبيحة"، حيث قال الكاتب أحمدي موسي في حديث مع "العربي الجديد" إن PYD يمارس أعمال النظام فيما يتعلق "بالتضييق على الحريات، وقمع الأحزاب، وإغلاق مكاتبهم، واعتقال الساسة والنشطاء".
وتوقع موسي أن لا تبقى الحسكة هادئة "فهي بقعة انفجار دائمة، وخاصة أن تنظيم داعش الإرهابي له فيها مطامع بدخولها والاستيلاء عليها" مرجحاً استمرار التوتر "حتى زوال النظام المجرم" على حد توصيفه.
ودعا المجلس الوطني الكردي للتظاهر في عموم الحسكة الجمعة المقبلة احتجاجاً على سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي، حيث يتوقع مراقبون خروج سكان المحافظة من عرب وكرد بمظاهرات كبرى ربما تؤدي إلى صدامات، وخاصة أن ما جرى في ديرك/ المالكية مؤشر على الطريقة التي سيتعامل معها الحزب المذكور مع المتظاهرين.
ويتنافس المجلس الوطني الكردي المنضوي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مع حزب الاتحاد الديمقراطي (المتحالف مع النظام)، في فرض النفوذ السياسي في الساحة الكردية السورية، حيث يملك الأخير قوة عسكرية مكنته من فرض السيطرة على أغلب المناطق التي يشكل فيها الكرد أغلبية في سورية، بمساعدة من النظام والتحالف الدولي.
واتهمت منظمة العفو الدولية ميليشيا وحدات الشعب التابعة للحزب بارتكاب جرائم وعمليات تطهير عرقي في محافظة الحسكة، وشمال الرقة الذي سيطر عليه بعد خروج تنظيم "الدولة الإسلامية" منه تحت ضربات طيران التحالف الدولي.