الاتحاد الجزائري يوضح موقفه من استقالة زطشي.. ويردّ بقوة

26 يوليو 2019
الجزائر حققت أخيراً لقب أمم أفريقيا (Getty)
+ الخط -
عاش رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي فترة صعبة للغاية رغم تتويج المنتخب الجزائري الأول بلقب كأس الأمم الأفريقية بمصر، يوم الجمعة الماضي، وهي الثانية فقط في تاريخه، بالتزامن مع الاحتفالات التي اجتاحت البلاد واستمرت لعدة أيام.

ووجد زطشي نفسه في قلب أزمة شديدة، بعدما تم تجاهله من طرف مصالح رئاسة الدولة في البلاد خلال الاستقبال الرسمي الذي حظي به المنتخب بعد عودته من مصر، إذ تم إقصاؤه من أخذ الصورة الرسمية مع اللاعبين ورئيس الدولة عبد القادر بن صالح برفقة الكأس الأفريقية، كما تم حرمانه من الحصول على وسام الاستحقاق الوطني بخلاف اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري والطبي، وأجمعت وسائل الإعلام المحلية على أن الغضب والاستياء اجتاحا زطشي بسبب التهميش الذي تعرض له، ما جعله يقرر الاستقالة من منصبه كردّ فعلٍ على ذلك.

وقطع الاتحاد الجزائري لكرة القدم الشك باليقين، وأوضح موقفه من استقالة رئيسه، إذ نشر بياناً نفى فيه انسحاب الرئيس خير الدين زطشي وكلّ ما انتشر من أخبار بخصوص هذه القضية عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

وجاء في البيان ما يلي: "يواجه الاتحاد الجزائري لكرة القدم ببالغ الأسف منذ أيام، حملة شرسة قصد إفساد احتفالات الجزائريين وإحباط معنوياتهم، رغم أن الجزائر بطلة أفريقيا في دورة مصر 2019، وذلك عبر الترويج لاستقالة الرئيس خير الدين زطشي".

وأضاف: "زطشي وأعضاء المكتب التنفيذي، يؤكدون بأنّ كلّ المعلومات الواردة من هنا وهناك في مختلف وسائل الإعلام، في هذا الشأن عارية تماماً من الصحة، زطشي يمارس مهامه بشكلٍ عادي على مستوى الهيئة الكروية".


وتابع البيان: "الكرة الجزائرية بحاجة للهدوء والسكينة، قصد السماح لكلّ القوى الحية التي تكوّنها بالعمل على الاستثمار في هذا الإنجاز التاريخي، وضمان تتويجات وألقاب أخرى مستقبلاً، خاصة على مستوى منتخبنا الوطني الذي يبقى بحاجة لدعم غير مشروط استعداداً للاستحقاقات القادمة".

وجاء في البيان أيضاً: "الاتحاد الجزائري لكرة القدم يوجه شكره لكلّ من ساهم من قريب أو من بعيد في هذا النجاح التاريخي، كما يوجّه الاتحاد أيضاً شكره العميق على كلّ رسائل التهنئة التي تلقاها من طرف الهيئات والرسميين الجزائريين، والممثليات الدبلوماسية بالجزائر، وكذلك مدراء المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص وكذلك الهيئات والشخصيات الأجنبية".

وختم: "تحيي الفاف بحرارة الشعب الجزائري، وتنحني أمام للكم الهائل من العواطف والأحاسيس الجياشة والفخر والسعادة التي أظهرها بعد عودة المنتخب الوطني إلى أرض الوطن، والاستقبال غير المسبوق الذي خصصه له، الذي سيبقى محفوراً في ذاكرة وتاريخ الرياضة الجزائرية".

وأحدث تداول خبر "الاستقالة الوشيكة" لزطشي بقوة وسط وسائل الإعلام المحلية وحتى الدولية، ضجة شديدة، وفتح الباب أيضاً أمام العديد من التأويلات، وأبرزها احتمال استقالة المدير الفني جمال بلماضي، ومقاطعة لاعبي المنتخب الجزائري لمختلف الاستحقاقات مستقبلاً تضامناً مع رئيس الاتحاد، وخاصة أن بلماضي ونجوم المنتخب يملكون شعبية جارفة منذ تحقيقهم للقب القاري الغائب عن الجزائر منذ أكثر من 29 عاماً، بعد مشوار خرافي في "الكان" الذي اختتمت مبارياته بمصر يوم الجمعة الماضي، وبالتالي فإن موقفهم سيكون حاسماً جداً تجاه أي "خطر" قد يهدد زطشي في منصبه، إذ سيكونون بمثابة "الدرع الواقي" الذي سيحتمي به.

وكان زطشي قد تمّ انتخابه رئيساً للاتحاد في مارس/ آذار من عام 2017 وسط جدل قانوني  حاد، بسبب التدخل الواضح للنظام الحاكم السابق الذي تمت إطاحته في خضم الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، بعدما كان وزير الشباب والرياضة الأسبق الهادي ولد علي ومن ورائه رجل الأعمال المحبوس علي حداد، طرفين فاعلين في فرض زطشي مرشحاً وحيداً لانتخابات الرئاسة بعد إجبار الرئيس السابق محمد روراوة على عدم الترشح، قبل أن يفوز زطشي بالمنصب.
وظلّ اسم زطشي ملتصقاً ببعض رموز النظام السابق الذين تمّ إطلاق لقب "العصابة" عليهم، ما تسبب في تشويه صورته لدى قطاع واسع من الجماهير ووسائل الإعلام، خاصة بعد سقوط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والزج بالكثير من رجاله في السجن بسبب قضايا فساد.
المساهمون