يخطط وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لإصدار إدانة غير مسبوقة إلى روسيا، بسبب مساندتها للنظام السوري في الهجوم على مدينة حلب، والذي "قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب"، وذلك خلال اجتماع مقرر انعقاده يوم الإثنين في لوكسمبورغ، بحسب ما ذكره دبلوماسيون لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية.
ويجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في لوكسمبورغ، لتباحث الوضع السوري الراهن، ونقاش مسودة البيان المشترك، فضلاً عن فرض عقوبات على حوالي 20 مسؤولاً في الحكومة السورية.
وكشفت المجلة أنّ "مسودة البيان لم تكن تتضمن إشارة مباشرة إلى روسيا، وتم تعديلها لهذه الجهة بناءً على إصرار كل من الجانب الفرنسي البريطاني والألماني".
ويأتي ذلك ضمن حملة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لوقف إطلاق النار في المدينة المحاصرة وبعد اجتماع لوزان، المنعقد اليوم السبت في سويسرا، بحضور ممثلين عن روسيا وإيران وتركيا والسعودية وقطر.
ونقلت المجلة عن البيان قوله إنّه "منذ بداية هجوم النظام وحلفائه، وشدة القصف الجوي شرقي مدينة حلب واضحة"، معتبراً أنّ "تصاعد العنف في المدينة المحاصرة يسبب معاناة لا توصف وغير مقبولة للآلاف من سكانها".
وقال دبلوماسي أوروبي للمجلة إنّه "نظراً للهجوم الروسي الوحشي ضد المدنيين السوريين بتحريض من (بشار) الأسد وحزب الله، فليس مستغرباً اتخاذ مثل الخطوة الأولية من قبل الاتحاد الأوروبي".
ومن المقرر موافقة وزراء الخارجية على إعداد مؤسسات الاتحاد لائحة بأسماء المسؤولين السوريين الرسميين والعسكريين الذين يمكن أن تفرض عليهم عقوبات فيما يتعلق بالوضع في حلب، ولن تشمل هذه اللائحة الروس، وفق ما ذكره دبلوماسي أوروبي.
ونوّه الدبلوماسي إلى أنّه "فيما يخص روسيا، أنا اعتقد أن العقوبات يجب أن تفرض على المسؤولين الرسميين في سورية، وسيتم مناقشة روسيا خلال جلسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وسنرى ماذا سيحدث في هذه اللحظة وهل سنكون، رؤساء الوزراء والحكومات، على استعداد للقيام بذلك؟ نحن لا نهدف لفرض عقوبات على الجميع، هدفنا الوصول إلى وقف القصف وإطلاق النار".
وأكّد المتحدث أنّه "على المستوى السياسي، هذه المسألة واضحة بأنّ فرض العقوبات على الروس غير مطروح، ومن المخطط أن تشمل لائحة العقوبات السوريين فقط"، وذلك يعارض ما ذكرته صحيفة "فاينانشال تايمز نقلاً عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، الأربعاء الماضي، أنّ "دولاً عديدة من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تدرس إمكانية فرض عقوبات ضد أكثر من 12 روسياً بسبب الأوضاع في حلب".
وتأتي هذه الخطوة منسجمة مع موقف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي أكّد في اجتماع مع فريقه للأمن القومي يوم الجمعة الماضي، على الخيار الدبلوماسي وعدم التدخل عسكرياً في سورية.