دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يوم الخميس، إلى اتخاذ إجراءات تتجاوز تعطيل روسيا لمجلس الأمن، واضعاً الإجراءات العسكرية على رأس القائمة، بهدف ردع قوات النظام والمليشيات الإيرانية، ومعاقبة مجرمي الحرب ومستخدمي الأسلحة الكيميائية.
وقال الائتلاف في بيان إن "قوات الأسد جدّدت استخدامها لغاز الكلور السام ضد المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، على الرغم من التحذيرات الأممية الشديدة لإيقاف استخدام هذا النوع من السلاح، والالتزام بالقرار 2401 الداعي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين".
في سياق متصل، ناشد المجلس المحلي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، الدول والمنظمات الإنسانية والدولية والشعوب الحرة لمساندة المدنيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية والتفاعل مع وضعهم المأساوي.
وطالب المجلس، في بيان، الدول الفاعلة ومنظمة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإنسانية والضمير العالمي بأن تضع حداً لما وصفها بالجرائم البشعة التي فاقت التصور، إذ استعملت قوات النظام كافة الأسلحة، ومنها الكيميائية، ضد شعب أعزل ومناطق مكتظة بالسكان.
ودعا إلى إدخال مساعدات طبية وإغاثية فورية، مؤكداً أن مدينة دوما تعيش محرقة حقيقية يمارسها النظام بمؤازرة من حلفائه، لافتاً إلى أن تعداد المدنيين في المدينة وصل إلى ما يقارب نصف مليون نسمة، يعيشون وضعاً إنسانياً مأساوياً، إذ نزحت معظم العوائل من المدن والبلدات والمناطق الزراعية إلى المدينة.
وأشار إلى أن المدينة تعرّضت للقصف الشديد، ما أدى إلى خروج أكثر من 5000 شقة سكنية من الخدمة، وتدمير معظم المرافق العامة والمراكز الصحية مع شحّ الأغذية والأدوية من جراء الحصار المفروض، ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية كبيرة.
ومنذ أكثر من أسبوعين تستمر حملة القصف على الغوطة الشرقية تزامناً مع هجوم بري، وقد أديا إلى مقتل نحو 1000 شخص وإصابة الآلاف.
تعذر تقديم المساعدات
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحافي بمقر المنظمة في نيويورك، إن "أﻋﻤﺎل اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ الغوطة اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ أدت إﻟﻰ مقتل أكثر من 100 شخص خلال الساعات اﻟـ48 اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ".
وأضاف أن المئات في مدن وبلدات الغوطة قتلوا، منذ اعتماد مجلس الأمن الدولي، في 24 فبراير/ شباط الماضي، قراره الذي طالب بوقف الأعمال العدائية في سورية.
وأكد المتحدث الأممي أن "الأمم المتحدة وشركاءها لم يتمكنوا من العودة، اليوم، إلى دوما في الغوطة الشرقية، لتقديم المساعدات".
وأوضح أن قافلة المساعدات لم تتمكّن من الحصول على إذن بالتحرك؛ "لأسباب أمنية"، بدون مزيد من التفاصيل.
وتابع "الإثنين الماضي اضطرت الأمم المتحدة وشركاؤها إلى مغادرة دوما بعد 9 ساعات، بسبب القصف المستمر على الغوطة الشرقية ودمشق، واستطعنا تفريغ 10 شاحنات بالكامل، فيما تم تفريغ 4 أخرى بشكل جزئي".
وأضاف: "نتيجة لذلك لم يتم تسليم نصف الغذاء لـ27 ألفاً و500 شخص"، مشيراً إلى أن نحو 70 ألف شخص في دوما ما يزالون بحاجة إلى مساعدات عاجلة.
وأكد أن الأعمال القتالية في المنطقة تشهد تصاعداً، ما يهدّد حياة مئات الآلاف ويحول دون إيصال المساعدات.
وقال "ما زلنا ندعو جميع الأطراف إلى السماح على الفور بالوصول الآمن، ومن دون عوائق، لقوافل الإمدادات الحيوية لمئات الآلاف من الأشخاص، الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الإنسانية".
وكان الدفاع المدني قد قال إن 124 مدنياً أصيبوا بحالات اختناق، بينهم أكثر من 100 طفل وامرأة، من جرّاء قيام قوات الأسد باستهداف المناطق السكنية الواقعة بين مدينتي "سقبا" و"حمورية" ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور السام.
وشهد يوم أمس الأربعاء مقتل 92 مدنياً بسبب الهجمة العسكرية على الغوطة الشرقية، التي اعتبرها الائتلاف الوطني السوري حملة "إبادة جماعية" تدعمها روسيا بشكل مباشر.
ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى "جمعة غضب" غداً، استنكاراً لما يحدث من "جرائم بشعة" في الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية.
ودفع ما يجري في الغوطة المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين إلى اتهام النظام السوري بالتخطيط لما يشبه "نهاية العالم" في بلاده، مضيفاً أن النزاع دخل "مرحلة رعب" جديدة.
وقال الحسين، خلال عرضه، أمس في جنيف، تقريره السنوي أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة: "هذا الشهر، وصف الأمين العام (للأمم المتحدة) الغوطة الشرقية بأنها جحيم على الأرض". وأضاف "في الشهر المقبل أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة، مخططاً لها وينفذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب".