لم تشتعل الحملات الدعائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية بالشكل المطلوب حتى الآن، فلم تنتشر صور المرشحين في الشوارع بعد، ولم يستخدم هؤلاء حتى الآن المروّجين المؤيدين لبرامجهم، خاصة من الشباب، ممن يجولون في الشوارع والحدائق العامة سعياً للحصول على أصوات أعلى لمرشحهم، كما جرت العادة.
صحيح أن هذا يحدث عادة قبل أيام قليلة ومعدودة من يوم الاقتراع، والمقرر إجراؤه لهذه الدورة في 19 مايو/أيار الجاري، لكن ما يسمى في إيران بالفضاء الافتراضي، بات يلعب الدور الأبرز في المعركة الدائرة بين المرشحين ومؤيديهم، رغم الحظر المفروض على غالبية مواقع التواصل الاجتماعي.
ويذهب المرشحون الستة، ثلاثة منهم محسوبون على خط المحافظين، وثلاثة من المعتدلين والإصلاحيين، لإلقاء كلماتهم الترويجية في بعض المدن والقرى الإيرانية. وخصصت لهذه الغاية ساحات محددة ومساجد، فضلاً عن قاعات احتفالية، كما بدأت المناظرات التلفزيونية قبل أقل من أسبوعين، وهي الأكثر تأثيرًا على الناخب الإيراني. لكن ردة فعل الشارع تبدو جلية فقط على منابر مواقع التواصل الاجتماعي.
يلجأ الإيرانيون إلى موقع "إنستاغرام" بالدرجة الأولى، وهو الوحيد بين أمثاله في ساحة التواصل الاجتماعي غير المحظور في إيران. والجدير بالذكر أن المواطنين، وحتى غالبية المسؤولين، يتفاعلون على صفحاتهم باستمرار على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، لكن نجم "إنستاغرام" هو الأكثر سطوعاً.
لكل مرشح رئاسي صفحة رسمية على هذا الموقع. يضع القائمون على حملته الدعائية كل نشاطاته وشعاراته عليها، أولاً بأول، ويتفاعل المتابعون معها بتعليقاتهم. وتبدو بعض الوكالات والمواقع الرسمية الإيرانية المحسوبة بغالبيتها على الشق المحافظ، أكثر فاعلية من غيرها على "إنستاغرام" أيضًا، فتحولت مؤخرًا إلى منبر رسمي للمرشحين المحافظين، وأولهم سادن العتبة الرضوية، إبراهيم رئيسي. ويأتي من بعده عمدة طهران، محمد باقر قاليباف. ويحل الاهتمام برئيس المجلس المركزي في حزب مؤتلفة الإسلامي، مصطفى مير سليم، أخيرًا، فهو صاحب أقل الحظوظ من بين هؤلاء. ولا يحظى بدعم قوي من قبل الصفحات المحافظة المتعددة على "إنستاغرام"، لكنه لا يتعرض لهجوم من طرفها، وهو ما يحدث وبشراسة ضد الرئيس المعتدل حسن روحاني، ونائبه الإصلاحي إسحاق جهانغيري، بينما لا يحظى الوزير السابق، مصطفى هاشمي طبا، المحسوب على خط الاعتدال أيضاً، بأي اهتمام لافت.
على الطرف المقابل للمحافظين، ينشط الرئيس حسن روحاني على صفحته على موقع "إنستاغرام"، ويتعمد نشر جمل لاذعة تنتقد تصريحات منافسيه من المحافظين، وهو ما يشد كثيرين إليه. فالحرب المحافظة المعتدلة باتت مشتعلة أكثر من السابق في ساحات الإعلام الجديد، وفي الوقت الذي يتهم فيه المحافظون روحاني بعدم تحقيق مكاسب اقتصادية وبفساد أفراد حكومته، يرد عليهم بالاعتماد على إنجازه الأبرز، ألا وهو الاتفاق النووي، ويحذّر الإيرانيين من انتخاب خطاب التطرف والتشدد مجددًا.
احتضن "إنستاغرام"، خلال الأيام الأخيرة الماضية، حملة أطلقها مؤيدو روحاني من الشباب، بدأت من شخص واحد ذكر محاسن روحاني والأسباب التي ستدفعه إلى انتخابه ليحل رئيسًا في دورة ثانية، ومن ثم عرّف سبعة أشخاص للقيام بذات الأمر، وكل واحد من هؤلاء يقوم بذات المهمة، ما وسع الدائرة كثيرًا والتي باتت تضم فنانين ومثقفين من المنادين بالحريات، وهي محاولة لمواجهة منابر المحافظين التي يعلو صوتها كثيرًا ولديها الجرأة على توجيه انتقادات حادة وفضائحية أحيانًا للمنافسين المعتدلين والإصلاحيين.
يحل تطبيق "تيليغرام" في المرتبة الثانية. وبحسب إحصاءات رسمية، استخدم 23 مليون إيراني هذا التطبيق على هواتفهم الذكية في العام 2015، وارتفع هذا العدد ليبلغ 45 مليونا في 2016. ورغم إغلاق العديد من القنوات واعتقال القائمين عليها، ومنهم أشخاص مقربون من المعتدلين والإصلاحيين، بسبب ما وصفته السلطة القضائية بتهديد الأمن القومي، لكن عدد من يقرؤون أخبارهم على "تيليغرام" ضخم وفي تزايد مستمر.
لدى كل مرشح قناته الرسمية على "تيليغرام" أيضاً، والتي يضع عليها شعاراته ومواقفه وآخر أخباره الانتخابية. وهناك قنوات كثيرة محسوبة على المحافظين تؤدي ذات المهام التي تقوم بها على "إنستاغرام"، وتحاول إضعاف المنافسين.
كثير من القنوات على "تيليغرام" ليست سياسية، لكنها اشتعلت اليوم بطابع انتخابي، بعضها ذات توجه كوميدي وتركز على شعارات المرشحين وتنتقدهم بطريقة فكاهية، ولها صيتها بين الإيرانيين، فتساعد كثيرًا على الكشف عن ثغرات كل برنامج انتخابي.
وفي "تيليغرام" حملات شعبية، على غرار تلك المنتشرة على "إنستاغرام"، لوحظ مؤخرًا في بعض المجموعات الموجودة على "تيليغرام" والتي تضم أعضاءً يزيدون عن المائة، تركيزها على الدعوة إلى المشاركة في عملية الاقتراع، ذات الطابع المحافظ منها تستند إلى ما قاله المرشد الأعلى، علي خامنئي، في كلمتيه الأخيرتين، حيث اعتبر أن النزول نحو صناديق الاقتراع يعني انتصارًا لإيران أمام أعدائها، وحفاظاً على نظامها.
على الضفة المقابلة، تقوم المجموعات ذات الطابع الإصلاحي، بالدعوة كذلك إلى المشاركة، فهناك بعض الإيرانيين ممن يقاطعون العملية الانتخابية يعتبرون أنه لا يوجد أي مرشح حقيقي قادر على تمثيلهم أو على حل مشكلاتهم في هذا البلد. ومن هنا انطلقت حملات دعائية تدعو إلى النزول لصناديق الاقتراع، لاختيار الأفضل من بين هؤلاء، فعودة المتشددين لكرسي الرئاسة قد تعني الكثير بالنسبة لهذه الفئة.
اقــرأ أيضاً
صحيح أن هذا يحدث عادة قبل أيام قليلة ومعدودة من يوم الاقتراع، والمقرر إجراؤه لهذه الدورة في 19 مايو/أيار الجاري، لكن ما يسمى في إيران بالفضاء الافتراضي، بات يلعب الدور الأبرز في المعركة الدائرة بين المرشحين ومؤيديهم، رغم الحظر المفروض على غالبية مواقع التواصل الاجتماعي.
ويذهب المرشحون الستة، ثلاثة منهم محسوبون على خط المحافظين، وثلاثة من المعتدلين والإصلاحيين، لإلقاء كلماتهم الترويجية في بعض المدن والقرى الإيرانية. وخصصت لهذه الغاية ساحات محددة ومساجد، فضلاً عن قاعات احتفالية، كما بدأت المناظرات التلفزيونية قبل أقل من أسبوعين، وهي الأكثر تأثيرًا على الناخب الإيراني. لكن ردة فعل الشارع تبدو جلية فقط على منابر مواقع التواصل الاجتماعي.
يلجأ الإيرانيون إلى موقع "إنستاغرام" بالدرجة الأولى، وهو الوحيد بين أمثاله في ساحة التواصل الاجتماعي غير المحظور في إيران. والجدير بالذكر أن المواطنين، وحتى غالبية المسؤولين، يتفاعلون على صفحاتهم باستمرار على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، لكن نجم "إنستاغرام" هو الأكثر سطوعاً.
لكل مرشح رئاسي صفحة رسمية على هذا الموقع. يضع القائمون على حملته الدعائية كل نشاطاته وشعاراته عليها، أولاً بأول، ويتفاعل المتابعون معها بتعليقاتهم. وتبدو بعض الوكالات والمواقع الرسمية الإيرانية المحسوبة بغالبيتها على الشق المحافظ، أكثر فاعلية من غيرها على "إنستاغرام" أيضًا، فتحولت مؤخرًا إلى منبر رسمي للمرشحين المحافظين، وأولهم سادن العتبة الرضوية، إبراهيم رئيسي. ويأتي من بعده عمدة طهران، محمد باقر قاليباف. ويحل الاهتمام برئيس المجلس المركزي في حزب مؤتلفة الإسلامي، مصطفى مير سليم، أخيرًا، فهو صاحب أقل الحظوظ من بين هؤلاء. ولا يحظى بدعم قوي من قبل الصفحات المحافظة المتعددة على "إنستاغرام"، لكنه لا يتعرض لهجوم من طرفها، وهو ما يحدث وبشراسة ضد الرئيس المعتدل حسن روحاني، ونائبه الإصلاحي إسحاق جهانغيري، بينما لا يحظى الوزير السابق، مصطفى هاشمي طبا، المحسوب على خط الاعتدال أيضاً، بأي اهتمام لافت.
على الطرف المقابل للمحافظين، ينشط الرئيس حسن روحاني على صفحته على موقع "إنستاغرام"، ويتعمد نشر جمل لاذعة تنتقد تصريحات منافسيه من المحافظين، وهو ما يشد كثيرين إليه. فالحرب المحافظة المعتدلة باتت مشتعلة أكثر من السابق في ساحات الإعلام الجديد، وفي الوقت الذي يتهم فيه المحافظون روحاني بعدم تحقيق مكاسب اقتصادية وبفساد أفراد حكومته، يرد عليهم بالاعتماد على إنجازه الأبرز، ألا وهو الاتفاق النووي، ويحذّر الإيرانيين من انتخاب خطاب التطرف والتشدد مجددًا.
احتضن "إنستاغرام"، خلال الأيام الأخيرة الماضية، حملة أطلقها مؤيدو روحاني من الشباب، بدأت من شخص واحد ذكر محاسن روحاني والأسباب التي ستدفعه إلى انتخابه ليحل رئيسًا في دورة ثانية، ومن ثم عرّف سبعة أشخاص للقيام بذات الأمر، وكل واحد من هؤلاء يقوم بذات المهمة، ما وسع الدائرة كثيرًا والتي باتت تضم فنانين ومثقفين من المنادين بالحريات، وهي محاولة لمواجهة منابر المحافظين التي يعلو صوتها كثيرًا ولديها الجرأة على توجيه انتقادات حادة وفضائحية أحيانًا للمنافسين المعتدلين والإصلاحيين.
يحل تطبيق "تيليغرام" في المرتبة الثانية. وبحسب إحصاءات رسمية، استخدم 23 مليون إيراني هذا التطبيق على هواتفهم الذكية في العام 2015، وارتفع هذا العدد ليبلغ 45 مليونا في 2016. ورغم إغلاق العديد من القنوات واعتقال القائمين عليها، ومنهم أشخاص مقربون من المعتدلين والإصلاحيين، بسبب ما وصفته السلطة القضائية بتهديد الأمن القومي، لكن عدد من يقرؤون أخبارهم على "تيليغرام" ضخم وفي تزايد مستمر.
لدى كل مرشح قناته الرسمية على "تيليغرام" أيضاً، والتي يضع عليها شعاراته ومواقفه وآخر أخباره الانتخابية. وهناك قنوات كثيرة محسوبة على المحافظين تؤدي ذات المهام التي تقوم بها على "إنستاغرام"، وتحاول إضعاف المنافسين.
كثير من القنوات على "تيليغرام" ليست سياسية، لكنها اشتعلت اليوم بطابع انتخابي، بعضها ذات توجه كوميدي وتركز على شعارات المرشحين وتنتقدهم بطريقة فكاهية، ولها صيتها بين الإيرانيين، فتساعد كثيرًا على الكشف عن ثغرات كل برنامج انتخابي.
وفي "تيليغرام" حملات شعبية، على غرار تلك المنتشرة على "إنستاغرام"، لوحظ مؤخرًا في بعض المجموعات الموجودة على "تيليغرام" والتي تضم أعضاءً يزيدون عن المائة، تركيزها على الدعوة إلى المشاركة في عملية الاقتراع، ذات الطابع المحافظ منها تستند إلى ما قاله المرشد الأعلى، علي خامنئي، في كلمتيه الأخيرتين، حيث اعتبر أن النزول نحو صناديق الاقتراع يعني انتصارًا لإيران أمام أعدائها، وحفاظاً على نظامها.
على الضفة المقابلة، تقوم المجموعات ذات الطابع الإصلاحي، بالدعوة كذلك إلى المشاركة، فهناك بعض الإيرانيين ممن يقاطعون العملية الانتخابية يعتبرون أنه لا يوجد أي مرشح حقيقي قادر على تمثيلهم أو على حل مشكلاتهم في هذا البلد. ومن هنا انطلقت حملات دعائية تدعو إلى النزول لصناديق الاقتراع، لاختيار الأفضل من بين هؤلاء، فعودة المتشددين لكرسي الرئاسة قد تعني الكثير بالنسبة لهذه الفئة.