الإمبريالية تولّد الإرهاب

27 أكتوبر 2014
+ الخط -

في استقراء تاريخي بسيط للاستعمار والدوافع والأهداف التي يعتمدها نهجاً سياسياً، ويشرعنها لنفسه، نجد الاستحواذ على خيرات الشعوب ونهبها والسيطرة على أسواقها لتصريف بضائعه ومنتجاته. وهذا يتطلب منه تنمية قوته العسكرية، لتعزيز القدرة على تحقيق ذلك. هذا من جانب، والجانب الآخر، العمل، وبقوة، على منع وإعاقة التنمية والتطوير في المجالات كافة لدى الآخرين، لضمان الهيمنة واستمراريتها وإيجاد مرتكزاتٍ للوثوب إلى أهدافه وتحقيقها، ومن ثم المشاركة في حمايتها، واستمرارية السيطرة.

ولا يتورّع في استخدام أخسّ الوسائل وأقذرها، للوصول إلى أهدافه اللاأخلاقية. وهناك حقيقة تعرفها الإمبريالية الأميركية قبل غيرها، وهي أنها تمر بمرحلة الانهيار البطيء، نتيجة تراكم رأس المال، وتوقفه عن النمو، حيث لا تنفع معها الترقيعات الحكومية، ومن علاماتها البارزة الأزمة الاقتصادية العقارية التي عصفت بالولايات المتحدة الأميركية.

لذا، على الشعوب التي تعاني من الهيمنة الاستعمارية وعدوانيتها المستمرة، ضرب المرتكزات الإمبريالية، قبل الدخول في مرحلة الاشتباك النهائي مع المستعمر. لكن، أين نحن كبلدان عربية من هذا؟

تعتبر المنطقة العربية نموذجاً للأهداف الاستعمارية، كونها تتمتع بمصادر الثروة النفطية، عصب الحياة في الوقت الراهن، وسوق مثالية لترويج البضائع والسلع والخدمات للدول المُستعمِرة، يرافق ذلك ما أحدثه المستعمر من مرتكزاتٍ، يتكئ عليها في ديمومة السيطرة والاستحواذ. منها، مثلاً، الكيان الصهيوني العنصري الغاصب، وأنظمة صنعها، وتحالف معها رابطاً مصيرها ومستقبلها به.

عند استعراض ما يجري في العراق وسورية، وما جاورهما من دول، نلحظ الكمّ الهائل من التناقضات العجيبة الغريبة غير المقنعة في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية. كذب وتشويه وخلط للأوراق يُذهل المواطن، بحيث يجعله يعيش دوامة من التناقضات، ما حدا بكثيرين إلى العزوف عن متابعة ما يجري من أحداث تمسّ حياته ومستقبله، تحاشياً للقلق المفرط وصداع الرأس الذي تسببه هذه الفوضى العارمة.

في تصريح ضابط الاستخبارات البريطاني في جهاز مكافحة الإرهاب، تشارلز شويبردج، يقول إن أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية هي التي أوجدت الإرهاب في العراق والمنطقة. وهنا نتساءل ماذا سيستنتج مواطنو هذه المناطق الساخنة من تصريحات كهذه؟ الحقيقة المنطقية التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن مَن أوجد ويوجد الإرهاب، ويتعامل به، هم مَن لهم مصلحة في أذيّة شعبي العراق وسورية وكل شعوب المنطقة.

CFD694FA-B0C3-4250-B93D-209510561943
CFD694FA-B0C3-4250-B93D-209510561943
عبد القادر أبو عيسى (العراق)
عبد القادر أبو عيسى (العراق)