الإمارات تواصل الترويج للتطبيع: التواصل مع إسرائيل مهم

17 يونيو 2020
الإمارات مستمرة في تطبيعها العلني (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -


بعد أيام من مقال السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لمخاطبة الجمهور الإسرائيلي بلغته، واصلت الإمارات رسائلها التي تكشف عمق تطبيعها مع إسرائيل.

وفي أحدث التصريحات الإماراتية، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الثلاثاء، إن بلاده يمكنها العمل مع إسرائيل في بعض المجالات، بما في ذلك مكافحة فيروس كورونا ومجال التكنولوجيا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وفي كلمة أمام مؤتمر اللجنة اليهودية الأميركية، وهي منظمة من دعاة الصهيونية، قال قرقاش إن "التواصل مع إسرائيل مهم وسيؤدي لنتائج أفضل من مسارات أخرى اتبعت في الماضي".


وكانت المنظمة، قد نشرت جدول أعمال المؤتمر وأشارت فيه إلى أن قرقاش سيلقي كلمة يتحدث فيها عن "جهود الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي والحوار ما بين الأديان"، واعتبرت ذلك "حواراً تاريخياً يجري بشكل علني".


وذكرت المنظمة أن المؤتمر، الذي انطلق الأحد وشارك فيه أيضاً رئيس الحكومة الإسرائيلية "البديل"، بيني غانتس، سيشهد جلسات حوارية عن بعد تمتد لخمسة أيام وتناقش بالأساس الملفات التي تهم اليهود في العالم، بما في ذلك "تصاعد معاداة السامية وأشكال الكراهية في حقبة جائحة كورونا، والانتخابات الرئاسية الأميركية 2020، ومساعي إسرائيل لتحقيق السلم والأمن، ومستقبل العلاقات العابرة للقارات".

والجمعة الماضي، كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد أفردت النصف العلوي من الصفحة الثانية لمقالٍ للسفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، أحد أكبر مؤيدي التطبيع مع دولة الاحتلال، والذي تربطه علاقات جيدة مع السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمير.

وجاء المقال تحت عنوان: "إمّا الضم أو التطبيع"، استهله السفير بالقول: "حتى الفترة الأخيرة، تحدث قادة إسرائيليون بحماس عن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية إضافية. لكن هذه الأقوال تتناقض مع خطة الضم الإسرائيلية".


وبحسب العتيبة، فإن خطة الضم الإسرائيلية تتحدى الإجماع العربي - وعملياً الدولي أيضاً - في ما يتعلق بالحق الفلسطيني. ستؤثر أساساً على الأردن، الذي يعود استقراره - الذي يبدو أمرا مفروغا منه أحياناً - بالفائدة على المنطقة كلها وتربح منه إسرائيل على نحو خاص.
وكشف المقال عمق التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، وإصرار الإمارات ليس فقط على التطبيع، وإنما أيضاً على المتاجرة بالقضية الفلسطينية وأوضاع الشعب الفلسطيني في زمن كورونا، كستارٍ مفضوح وبالٍ للتطبيع نفسه.

ويتضح من المقال والمفردات التي استخدمها العتيبة بعنايةٍ واضحة وبحرصٍ شديدين، خصوصاً أنه من المستبعد أن يكون المقال وضع أصلاً بالعبرية، بل تمّت ترجمته، أن الإمارات وجدت نفسها في حالة حرج تضطرها إلى محاولة تفسير تطبيعها مع الاحتلال.