الإمارات تستخدم رجالاتها بليبيا لتشكيل حكومة "وحدة" بالتوازي مع استمرار دعم حفتر

09 يوليو 2019
تراجع الرهان على حفتر بعد فشل معركة طرابلس(Getty)
+ الخط -

رغم استمرار رهانها على الدور العسكري للواء المتقاعد خليفة حفتر، توجهت الإمارات مؤخراً للدفع بالمزيد من رجالها، في الأوساط السياسية في ليبيا، وعلى رأسهم سفير طرابلس السابق في أبوظبي، العارف النايض، الذي يبدو أنها ترشحه لتولي قيادة "حكومة وطنية".

وبعد المبادرة السياسية التي تقدم بها حزب "تحالف القوى الوطنية" بقيادة محمود جبريل، الموالي للإمارات، نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي، لحلّ الأزمة الليبية سياسياً، اتجهت أبوظبي إلى تحديد خطها السياسي بشكل أدق، من خلال إرغام حفتر على القبول بخضوعه لحكومة مدنية، تسعى إلى تشكيلها عبر مجلس النواب في طبرق، كحكومة "وحدة وطنية".

وكشف مصدر برلماني مقرب من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس نواب طبرق، عن لقاء جمع حفتر بالعارف النايض، سفير ليبيا السابق بالإمارات، والمرشح الأبرز لقيادة هذه الحكومة، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا اللقاء أسفر عن قبول حفتر على مضض بالنايض رئيساً لحكومة مدنية، يخضع لها قراره العسكري.

وحول شكل الحكومة التي تسعى الإمارات إلى تشكيلها، لفت المصدر إلى أن "رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والنايض، يجريان لقاءات كثيفة مع عدد من القادة السياسيين ومن المجتمع المدني، لتشكيل الحكومة التي ستمثل كل المناطق الليبية". وفي محاولة لإظهارها كحكومة وحدة وطنية، يسعى النايض لاختيار شخصيات من طرابلس ومصراتة، لتولي حقائب وزارية بارزة فيها.

وقدمت الإمارات دعماً عسكرياً لحفتر طوال السنوات الأربع الماضية، وذلك في معظم حروبه التي شنّها في بنغازي ودرنة والجنوب الليبي، كما أنها تقدم له حالياً الدعم في حربه بالغرب الليبي. وأعلنت قوات حكومة "الوفاق" في 28 يونيو الماضي، عثورها على صواريخ أميركية مصنعة للجيش الإماراتي في معسكرات حفتر في غريان، لكن أبو ظبي نفت علاقتها بها.

إلى ذلك، يلاحظ أن مواقف وتصريحات قادة أبوظبي المتعلقة بليبيا تبدلت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فقد دعت وزارة الخارجية الإماراتية مطلع الأسبوع الماضي، "الأطراف الليبية إلى خفض التصعيد وإعادة الانخراط في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة".

وتعليقاً على ذلك، رأى مدير مركز الليبي للبحوث والتنمية السياسية (أهلي)، عبد الرحيم بشير، أن هذا المسار الإماراتي الجديد، يأتي لتعويض خسارة رهان أبوظبي على حرب حفتر على العاصمة، ومحاولة منها للحفاظ على وجودها في ليبيا، بعد تصريحات قادة طرابلس التي أظهرت رفضاً لدورها في دعم حرب حفتر، معرباً عن اعتقاده في الوقت ذاته أن الإمارات لا تزال تتمسك بحفتر قائداً للجيش.

وقال بشير في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "تحركات أبو ظبي السياسية قد يساعدها تراجع نشاط البعثة الأممية في الفترة الأخيرة، التي يبدو أنها لن تستطيع المبادرة مجدداً لطرح أي مشروع للحل السياسي، بعد فشل المؤتمر الوطني الجامع الذي كانت تحضر له".

وحول حظوظ مساعيها، رأى الخبير الليبي أن "الإمارات تسير في خطين متوازيين، الأول يتمثل بالدفع بحفتر لاستعادة مواقعه جنوب طرابلس وتعزيز موقفه، أما الخط الثاني فقد يكون لاحقاً عبر البعثة الأممية التي من المؤكد أنها على علم بحكومة النايض"، مرجحاً ألا يحصل الإعلان عن حكومة النايض من قبل مجلس النواب، الذي لم يعد مقبولاً لا في طرابلس ولا في مصراتة.

وبحسب بشير، فإنه يبدو أن الإمارات قد أعلنت نهاية مشروع عسكرة ليبيا من خلال حفتر، معتبراً أن "المطلوب من حفتر الآن هو فقط استعادة مراكزه العسكرية السابقة جنوب طرابلس، وذلك بهدف تمرير مشروع الحكومة من خلال البعثة الأممية، أو من خلال أي جهة دولية أخرى".​

 

المساهمون