تسعى دول داعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر إلى إطلاق مجموعة مواقع إخبارية وقناة فضائية لــ"تلميع صورة حفتر داخلياً ومحاولة التأثير على الموقف المحلي"، بحسب مصدر إعلامي.
وقال إعلامي ليبي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إنّه حضر اجتماعاً موسعاً في التاسع من إبريل الجاري في أحد فنادق القاهرة ترأسه مسؤول بارز في السفارة الإماراتية بمصر، ضمن عدد من الإعلاميين الليبيين، تضمن شرحاً موسعاً لمشروع إعلامي لدعم حرب حفتر على العاصمة طرابلس.
وبيّن الإعلامي في حديثه لــ"العربي الجديد" أنّ المسؤول الإماراتي أكد توفير التمويل اللازم للمشروع الذي يشتمل على إطلاق ثلاثة مواقع إلكترونية وقناة فضائية، مشيرًا إلى أنّ القناة ستضم أربعة إعلاميين لهم حضور وقبول عند الليبيين في برامج تلفزيونية سابقة، اقترحوا من قبل المسؤول للظهور في برامج مباشرة للتأثير على الرأي العام.
وعلى عكس ما توقع حفتر، فقد لقي هجومه المسلح على طرابس رفضاً شعبياً واسعاً، بعد انكشاف رغبته في الانقلاب على المسار السياسي لحلّ الأزمة في البلاد، بإطلاقه لحملته العسكرية قُبيل انعقاد ملتقى غدامس الجامع، تزامناً مع تداول واسع لفيديوهات تظهر انتهاكات واسعة مارستها قواته بحق المدنيين.
وقال الإعلامي "المسؤول أعلن عن مرتبات مجزلة لمن ينخرط في المشروع وبعض الاعلاميين بالفعل الآن ضمن دورات تأهيلية عاجلة على إدارة المواقع الثلاثة"، لافتاً إلى أنّ المشروع سترعاه وتموله شركة المجال للإعلام الإماراتية.
وفيما تحدث الإعلامي عن شكوك ساورته دعته للانسحاب من المشروع، قال "حديث المسؤول متناقض من جهة يؤكد أنّ دولته تساعد الجيش للسيطرة على طرابلس لضمان وحدة البلاد ومن جهة فالقناة الفضائية تحمل اسم "أويا" وترفع علم الجمهورية الطرابلسية القديم"، في إشارةٍ لعلم الجمهورية الذي يضم إقليم طرابلس الذي أنشئ عام 1918، قبل وحدة ليبيا عام 1951.
وبحسب اتصالات الإعلامي بزملائه، فإنّ خطة المشروع الإعلامي ستعتمد على بث برامج وتقارير تتحدث عن "انتهاكات تمارسها قوات حكومة الوفاق"، وأنها تعتمد على قادة لهم انتماء للقاعدة و"داعش"، بالإضافة لإظهار الحكومة كحكومة وصاية أجنبية تُسهّل نهب الثروات الليبية لصالح دول أجنبية.
وشهدت طرابلس ومدن ليبية أخرى مظاهرات حاشدة رافضة للدعم الأجنبي الذي يتلقاه حفتر في حربه الحالية على طرابلس.
ولفت الإعلامي إلى أنّ الخطة تتضمن في المقابل إظهار حفتر وقواته كجيش نظامي ومخلص للبلاد وأنه لا خيار آخر، بالتزامن مع الحديث عن المسارات السياسية التي يمكن أن تتجه إليها البلاد إثر سيطرة قوات حفتر على طرابلس بغية "إبعاد شبهة سعي حفتر لقلب الحكم في البلاد عسكرياً". وأكد أنّ المشروع سيكون رديفاً لعدد من القنوات والمواقع التي تمولها الإمارات وتعمل من عدة عواصم عربية.
وليس السعي الإماراتي للسيطرة على الإعلام الليبي من أجل دعم حفتر بجديد. ففي إبريل/نيسان من عام 2016، كشفت دراسة أعدها إعلاميون ليبيون، ونشرها موقع إيماسك الإماراتي للدراسات والاعلام، أنّ الإمارات تسيطر على 70% من وسائل الإعلام الليبية وأنفقت من أجل ذلك نحو 74 مليون دولار أميركي.