كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإمارات تخطط منذ حوالي العام لسحب معظم قواتها من الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، مبينة أن أبوظبي تسعى للخلاص من حرب جلبت لها معارضة كبيرة في واشنطن وخشية انتقام إيراني حال حدوث مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة فإنه بالأسابيع الأخيرة، بدأت أبوظبي بسحب الدبابات وطائرات الهليكوبتر الهجومية خارج اليمن، وفقا لمسؤولين غربيين. وأضاف المسؤولون أنها سحبت أيضًا مئات الجنود من ساحل البحر الأحمر، بمن فيهم الذين وُجِدوا بمدينة الحديدة الساحلية التي تعد البوابة الرئيسية للبلاد في ما يخص المساعدات الإنسانية.
وتعد الإمارات الشريك الأكثر أهمية في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي يقاتل الحوثيين منذ مارس 2015، لكن تلك الحرب خلفت الآلاف من القتلى وأدت إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ما أثار انتقادات دولية واسعة النطاق.
وبحسب ما تنقله "وول ستريت جورنال" عن مصادرها، فإنه مع تعاظم المعارضة في واشنطن للحملة العسكرية باليمن، تخشى الإمارات أن تكون بلادهم من أول أهداف طهران الانتقامية إذا أمر الرئيس ترامب بشن ضربات عسكرية على طهران، كما تهدف الإمارات بحسب المصادر إلى تركيز جهودها في اليمن على محاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وأنها بدأت خطط الانسحاب منذ حوالي العام.
وعن ردود الفعل على الخطط الإماراتية، قالت الصحيفة أن واشنطن والرياض استقبلتا الخطوة بالمخاوف من أن الحوثيين سيعتبرون التراجع الإماراتي انتصارا لهم، وأنه بلا شك سيكون هناك توتر بين أبوظبي والرياض نتيجة الانسحاب الإماراتي.
وتنقل الصحيفة عن المختص بالشأن اليمني مع مجموعة الأزمات الدولية البحثية، بيتر ساليسبري، قوله إن "التحركات العسكرية هي إشارة واضحة من الإماراتيين إلى أنهم يريدون التركيز على الدبلوماسية والنأي بأنفسهم عن حرب غير شرعية، وهو ما سيؤدي إلى انقسامات بين بعض الجماعات المناهضة للحوثيين".
وفي الوقت الذي تنظر إدارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة باعتبارهما حليفين رئيسيين في الحرب ضد إيران، فإن هناك المزيد من المشرعين في الكونغرس ينظرون إلى الدولتين باعتبارهما مهندستين لخطة "الحرب المعيبة" في اليمن بحسب ما تراه الـ"وول ستريت جورنال".
ووفقا لآخر الإحصائيات، فإنه قتل أكثر من 90 ألف شخص بالحرب، منهم 8 آلاف مدني قتلوا في حملة الضربات الجوية التي قادتها السعودية، وهو رقم قياسي أثار مخاوف كبيرة في واشنطن، في حين تعد الكوليرا والمجاعة من المخاطر الرئيسية الناجمة عن الحرب أيضا.
في إبريل ، توحد الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس لإصدار قرار يدعو الولايات المتحدة إلى تقليص دعمها العسكري للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخبارية والمشورة حول كيفية تنفيذ الضربات الجوية، لكن تلك المساعي تعطلت برفض الرئيس الأميركي ترامب لها. ويحاول المشرعون الأميركيون الآن إحباط محاولة إدارة ترامب، توقيع صفقات سلاح بمليارات الدولارات مع السعودية.