الإكوادور تتهم أسانج باستخدام السفارة كمركز للتجسس.. و"الوساخة"

15 ابريل 2019
اعتقل أسانج الخميس الماضي (جاك تايلور/Getty)
+ الخط -
تستمرّ قضيّة مؤسس موقع "ويكيليكس"، الأسترالي جوليان أسانج، بالتفاعل قضائياً وحقوقياً وسياسياً، بعد 5 أيام على قيام الشرطة البريطانية باعتقاله من داخل سفارة الإكوادور في لندن، إثر سحب السلطات الإكوادوريّة حقّ اللجوء الممنوح له، بعد 7 سنواتٍ من دخوله إليها.
وبدأت مقاطع الفيديو التي صوّرتها السفارة الإكوادورية لأسانج أثناء مراقبتها له بالظهور في الإعلام. إذ بثّت قناة "سكاي نيوز" البريطانيّة لقطاتٍ لكاميرا مراقبة تُظهر أسانج بينما يرتدي ملابس رياضية ويلعب على لوح للتزلج داخل غرفته، بوجود إحدى السيدات. كما أظهرت لقطات أخرى زوارا في غرفة أسانج التي كانت مؤلّفة من غرفة واحدة لها مدخل دون مخرج وملحق بها حمام ومطبخ صغير.

وحاولت السلطات الإكوادوريّة تسليط الضوء على سلوك أسانج الاجتماعي، متحدثةً عن "ترك ثيابه المتّسخة" و"تغوّطه على جدران السفارة" و"ترك حمامه متسخاً وطلبها منه تنظيفه مراراً"، بحسب ما نقلت السفارة. هذا فيما قال رئيس الإكوادور، لينين مورينو، في تصريحاتٍ عبر البريد الإلكتروني لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية إن أسانج "خالف مراراً شروط اللجوء وحاول استخدام سفارة بلاده في لندن كمركز للتجسس.

وانهارت علاقة أسانج مع مضيفيه بعدما اتهمته الإكوادور بتسريب معلومات عن حياة مورينو الشخصية. لكنّ مورينو أنكر أن يكون قد تصرّف بدافع انتقامي من الطريقة التي تم بها تسريب الوثائق المتعلقة بأسرته، قائلاً إنه يأسف لأن أسانج استخدم السفارة للتدخل في ديمقراطيات الدول الأخرى.

وأضاف "أي محاولة لزعزعة الاستقرار هي عمل يستحق التنديد بالنسبة للإكوادور، لأننا أمة ذات سيادة ونحترم سياسات كل دولة. لا يمكننا السماح بأن يصبح منزلنا، ذلك المنزل الذي فتح أبوابه، مركزاً للتجسس"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".


وأمس الأحد، أعلنت محامية أسانج، جينيفر روبنسون، أنّ موكلها مستعد للتعاون مع السلطات السويدية إذا ما طلبت تسلمه غير أن الأولوية تبقى لتفادي ترحيله إلى الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأوقف أسانج الخميس في سفارة الإكوادور في لندن بعدما لجأ إليها لسبع سنوات للإفلات من مذكرة توقيف بريطانية على خلفية اتهامين بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في السويد دأب على نفيهما. وقد سقطت الشكوى بتهمة الاعتداء الجنسي بمرور الزمن سنة 2015، ثم أسقطت السويد ملاحقاتها في القضية الثانية في أيار/مايو 2017 بسبب عدم القدرة على متابعة التحقيق. لكن لدى الإعلان عن التوقيف، طالبت محامية المدعية بإعادة فتح التحقيق.

وقالت روبنسون لقناة سكاي نيوز البريطانية "نحن سعداء للغاية للرد على هذه الأسئلة بحال طرحت وفي وقت طرحها"، موضحة أن "المسألة المركزية في هذه المرحلة هي الترحيل إلى الولايات المتحدة".

وأوقف الأسترالي البالغ 47 عاماً أيضاً في إطار طلب تسليم تقدمت به الولايات المتحدة التي تتهمه بـ"التآمر" على خلفية مساعدته المحللة السابقة في الاستخبارات الأميركية تشيلسي مانينغ في الحصول على كلمة سر للوصول إلى آلاف الوثائق الدفاعية السرية. ويواجه أسانج احتمال السجن حتى خمس سنوات في هذه القضية.

وسيدرس القضاء البريطاني طلب الترحيل هذا في الثاني من أيار/مايو. وقالت وكيلة الدفاع عن أسانج إنه في حال طلبت السويد ترحيله "سنطلب حتماً الضمانات عينها التي أعلنا عنها وهي ألا يسلّم (جوليان أسانج) للولايات المتحدة"، لافتة إلى أن موكلها لجأ إلى السفارة بسبب عدم توافر هذه الضمانات.

ووقع أكثر من سبعين برلمانيا بريطانيا على رسالة موجهة إلى وزير الداخلية البريطانية يطالبونه بإعطاء الأولوية لطلب ترحيل محتمل من السويد. وأكدت روبنسون أن "جوليان لم يخش يوما مواجهة القضاء البريطاني أو السويدي"، و"همّنا كان ولا يزال منع ترحيله إلى الولايات المتحدة".


وقد سرّبت مانينغ مئات آلاف الوثائق السرية إلى موقع ويكيليكس، وهي تظهر ارتكابات الجيش الأميركي في العراق فضلاً عن وثائق دبلوماسية سرية في عدد كبير من بلدان العالم.

ويعتبر مؤيدو أسانج أنّ الإكوادور خانته بأمر من واشنطن، معتبرين أنّ إلغاء لجوئه يمثّل لحظةً سوداء لحريّة الصحافة. ويبدو أن اتهام أسانج بالتآمر يراد منه تفادي القيود التي قد تتأتى من التعديل الأول في الدستور الأميركي والذي يكفل حرية الصحافة.

كذلك نددت المحامية باتهامات الإكوادور لأسانج باعتماد سلوك مسيء في داخل سفارتها في لندن، نافية الكلام "المريع" الصادر عن كيتو بأن موكلها تغوط على جدران السفارة.

من جهته، دعا والد أسانج، جون شيبتون، أستراليا لإعادته إلى أراضيها. وبحسب "فرانس برس"، كان شيبتون سكرتير حزب ويكيليكس السياسي الذي أسسه ابنه خلال انتخابات مجلس الشيوخ في 2013 وسجل نتيجة متواضعة.

وذكرت وسائل إعلام أن شيبتون قام بزيارة ابنه في كل عيد ميلاد في سفارة الإكوادور ببريطانيا التي أقام فيها من 2012 حتى توقيفه. وقال شيبتون لصحيفة "صنداي هيرالد صن" الصادرة في ملبورن إنه "على وزارة الخارجية الأسترالية ورئيس الوزراء القيام بخطوة ما".
وأضاف أن "ذلك يمكن أن يُحل بمجرد إرضاء الجميع. أجريت مناقشات بين سناتور ومسؤول كبير في وزارة الخارجية لتسليم أستراليا جوليان أسانج". وأشار إلى أنه صُدم بمظهر ابنه لدى توقيفه في السفارة بناء على طلب تسليم أميركي بتهمة "قرصنة معلوماتية" سيُبحث في جلسة تُعقد في الثاني من أيار/مايو، ومذكرة أصدرها في حزيران/يونيو 2012 القضاء البريطاني لعدم المثول أمام المحكمة.

وقال "رأيت كيف كان على رجال الشرطة حمله إلى أسفل الدرج، لم يكن يبدو جيداً، عمري 74 عاما وأنا أفضل حالًا منه، وهو في الـ47 من العمر. هذا قاس جدًا". وأضاف شيبتون "لشهور وشهور، كان يعيش مثل موقوف في سجن شديد الحراسة، ولم يكن قادرًا حتى على الذهاب إلى المرحاض وكان ثمة كاميرات تلاحق كل تحركاته".

وذكر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الجمعة، أنّ أسانج لن يتلقى "معاملة خاصة" من كانبيرا.

كما أعلنت الإكوادور، السبت، أنها تعرضت لهجمات إلكترونية، موضحةً أن هذه الهجمات لم تؤثر على مواقعها الحكومية.