وسط توتر أمني مستمر جنوب شرق طرابلس، أعلن عن تمكّن وساطة محلية من إقناع الأطراف المتقاتلة بوقف إطلاق النار وبدء هدنة تبدأ من صباح اليوم الأحد.
وأكد رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، عقيلة الجمل، أن المجلس بادر بجهود للوساطة بين طرفي القتال، وأنه تمكّن، خلال الساعات الماضية، من إقناع الطرفين بوقف القتال وبدء هدنة بداية من صباح اليوم، مؤكدا أن وفداً من مجلسه سيتوجه إلى منطقة التوتر لبدء عقد لقاءات بين ممثلي الطرفين.
وقال الجمل، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن الجهود التي قادها المجلس استهدفت أيضا التواصل مع المجلس الاجتماعي في مدينة ترهونة التي ينتمي إليها اللواء السابع، والمجلس الاجتماعي في مدينة طرابلس التي تنتمي إليها قوة حماية طرابلس، مؤكداً حصول مجلسه على تفويض كامل من مجلسي ترهونة وطرابلس لوضع الحلول الكفيلة بإنهاء القتال الدائر حاليا.
ومن بين الإجراءات التي يسعى إليها مجلس ورفلة، التأكيد على الحدود الإدارية بين المدينتين، لوضع حد نهائي للتماس المسلح المستمر بين الطرفين، بحسب الجمل.
وعن تواصل مجلسه مع حكومة الوفاق، نفى الجمل أي تواصل مع أي سلطة رسمية، مؤكدا أن الجهود الحالية أهلية فقط لرأب الصدع وحقن الدماء، مرجحاً نجاحها.
وتشهد طرابلس، منذ الأربعاء الماضي، مواجهات مسلحة عنيفة جنوب شرق طرابلس بين قوة حماية طرابلس، المؤلفة من عدد من كتائب طرابلس، واللواء السابع المنحدر من ترهونة، على خلفية تقدّم الأخير باتجاه مقر مطار طرابلس القديم، في حي قصر بن غشير جنوب شرق طرابلس، لتأمين محيطه بتكليف من وزارة الداخلية، وهو ما رفضته قوة حماية طرابلس.
وبلغت حصيلة ضحايا الاشتباكات، أمس السبت، قتيلا مسلحا وآخر مدنيا، إلى جانب إصابة خمسة مسلحين، بحسب جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوفاق.
وأعلن جهاز الإسعاف أنه، منذ صباح الأربعاء الماضي وحتى صباح اليوم الأحد، بلغت الحصيلة الكاملة للضحايا 18 قتيلاً، بينهم خمسة مدنيين، و65 مصابا، بينهم 17 مدنياً، بالإضافة إلى فقدان سبعة مدنيين حتى الآن داخل مناطق الاشتباك.
وقبل أن يعلن المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة عن هدنة بين الطرفين، هددت قوة حماية طرابلس، مساء أمس السبت، قوات اللواء السابع، بملاحقتها "حتى القضاء عليها"، بعد أن نشرت صورا تؤكد سيطرتها على منطقة فهم ملغة من مدينة ترهونة، مما يشير إلى تقهقر اللواء السابع إلى داخل مدينته.
وطالبت قوة حماية طرابلس، في بيانها الذي حمل عنوان "النداء الأخير"، مسلحي اللواء السابع، بإلقاء أسلحتهم والرجوع إلى منازلهم.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية لحكومة الوفاق، رفضها التصعيد المسلح في المنطقة، وأعلنت، في بيان لها صباح الأحد، عن تكليفها قوةً من جهاز الأمن المركزي بتأمين مقر مطار طرابلس القديم.
وقالت الوزارة إن "الأمن المركزي تسلّم رسميا مهام تأمين مطار طرابلس الدولي ومحيطه بالكامل، بداية من أمس"، مؤكدة أن الأمن المركزي التابع للوزارة شرع في تطبيق خطة أمنية لتأمين المطار.
وشدد بيان الوزارة على حرصها على المضي في تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية في طرابلس، ورفع درجة استعداد الأجهزة الأمنية التابعة لها لبدء تنفيذ الخطة، من دون أن تذكر تفاصيلها.
وكانت الوزارة قد بينت، في بيان لها الخميس الماضي، أنها بدأت في عمليات التنسيق مع وزارة المواصلات لاستلام مقر المطار من الغرفة الأمنية المشتركة بترهونة وتسليمه لمديرية أمن طرابلس، وأن تعليماتها صدرت لقوات غرفة ترهونة لتأمين محيط المطار فقط.