الإعلانات والسلطة وهجرة المحررين "تقتل" الصحافة المغربية

25 اغسطس 2014
تراجع 25 بالمائة في مبيعات الصحف الورقية أواخر 2013
+ الخط -

على الرغم من العدد الكبير لعناوينها الحاضرة في السوق، تعاني الصحافة الورقية في المغرب من التراجع في مبيعاتها وانحسار مقروئيتها، ما يجعلها تعيش على الدعم المادي الذي تقدمه الدولة لها كل سنة. وتتفاقم الأزمة بهجرة المحررين الواسعة إلى الصحافة الإلكترونية.

وتعاني أغلب الصحافة الورقية من مشاكل تعيق انتشارها واستمرارها جراء ارتفاع تكلفة الطبع والتوزيع، وهو الوضع الذي دفع بعدد من الصحافيين في الجرائد الورقية إلى الانتقال للصحافة الإلكترونية، بالنظر إلى المستقبل الواسع الذي ينتظرها في المغرب.

وتتحدث أرقام رسمية صادرة عن وزارة الاتصال المغربية عن تراجع يتراوح بين 20 و25 في المائة من مبيعات الصحف الورقية أواخر عام 2013، إذ لم تبلغ مبيعاتها سوى 300 ألف نسخة، بينما يناهز سحب الصحف الورقية زهاء 500 ألف نسخة.

وعكست إحصاءات حديثة لمكتب "التحقق من الانتشار" أرقاما صادمة، بخصوص مبيعات الصحف الورقية، فتوزيع الجريدة الأولى في البلاد لم يتجاوز 90 ألف نسخة يوميا سنة 2013، فيما تبيع بعض الصحف الحزبية بين 200-300 نسخة يومية فقط.

الوزارة المسؤولة عن هذا القطاع تؤكد أنه بالإضافة لمشكلة تراجع المبيعات، يتعين استكمال إصلاح الإطار القانوني للصحافة الورقية، سواء تعلق الأمر بمدونة الصحافة أو قانون الحصول على المعلومات، علاوة على تحديات ذات طبيعة اقتصادية ترتبط بسوق الإعلانات.

وتحاول الدولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الواقع الصعب الذي يعيشه عدد من الصحف الورقية في المغرب من خلال منحها دعما ماليا بملايين الدراهم كل سنة، غير أن ذلك لم يغير كثيرا من وضعية هذه الجرائد التي لا تستفيد كثيرا من الدعم المالي للدولة.

ويقول نور الدين مفتاح، رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف، لـ"العربي الجديد"، إن الدعم المالي العمومي للصحف الورقية لم يطور واقعها، إذ إن ما سماه "مقابر الصحف" بات ظاهرة سنوية بموت جريدة أو جريدتين، لأسباب متشابكة ومعقدة عدة.

واعتبر الخبير في الاتصال والإعلام، الدكتور محجوب بنسعيد، أن الصحافة الورقية في المغرب تشهد تحديات كبيرة، منها المنافسة القوية للصحافة الإلكترونية، والميل الجارف للقراء نحو الإعلام الجديد.

وأشار بنسعيد إلى تحد يرتبط بطبيعة العلاقة بين الصحافة الورقية والسلطة في المغرب، والتي تشهد مداً وجزراً تحكمه المتغيرات والإكراهات ذات الصلة ببناء المجتمع الديمقراطي وتعزيز دولة الحق والقانون.

ويرى أن الصحافة الورقية في المغرب تواجه مشكلا في جودة وتنوع المضامين الإعلامية، إذ تطغى الأخبار على التحليل والتعليق، مع ندرة في التحقيقات الرصينة والموثقة.

وتحدث بنسعيد عن التحدي المرتبط بالمجال التجاري في شقه المرتبط بالإعلانات، إذ لم تعد الصحف الورقية تحظى بحصة الأسد في هذا المجال، وتراجعت أمام ارتفاع ملحوظ للإعلان عبر المواقع الإلكترونية واللوحات العصرية المبثوثة في أهم شوارع المدن المغربية الكبرى.

المساهمون