الإعلام الرسمي اليمني بين "سلطتين"

16 اغسطس 2015
تحمل القناتان الشعار نفسه (GETTY)
+ الخط -
كل شيء فيهما متشابه، باستثناء الأمر الأكبر... المحتوى. انقسمت وكالة "سبأ" وتلفزيون "اليمن" الرسميّان إلى قسمين، أحدهما تسيطر عليه ميلشيا أنصار الله (الحوثيين)، وآخر استحدثته سلطة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

فوكالة سبأ الرسمية، إحدى أعرق الوكالات الحكومية العربية التي تأسست في عام 1970، انقسمت، بعد سيطرة الحوثيين عليها، وهو الأمر الذي دفع حكومة هادي إلى إطلاق نسخةٍ أخرى منها. وسيطر الحوثيون على مقر الوكالة الرسمية في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني، ورفضوا حينها نشر بيانات حكومة الرئيس هادي، ونصّبوا صحافيين موالين لهم لإدارتها يفتقرون للخبرة الصحافية والمهنية. وأعلنت وزيرة الإعلام اليمنية، نادية السقاف، حينها رفعها صفة "الشرعية" عن الوكالة، وكذا تلفزيون "اليمن" الحكومي الذي يسيطر عليه الحوثيون أيضاً.

وتغير المشهد الإعلامي في البلاد، منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، بتحكمهم في وسائل الإعلام الحكومية، واحتلالهم مكاتب المحطات التلفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية المناهضة لهم وغير المؤيدة لنشاطاتهم المسلحة، فضلاً عن حملات اختطاف بحق الصحافيين والناشطين، ما يزال مصير عدد منهم مجهولاً.

وتقول المعلومات إن القيادي الحوثي، ضيف الله الشامي، أحد الناطقين باسم زعيم الميلشيا، هو من يدير الوكالة بصورة مركزية، بعد إبعاد مديرها طارق الشامي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

اقرأ أيضاً: 93 في المائة من الانتهاكات ارتكبها الحوثيون

وتنشر الوكالة بالأساس أنشطة الحوثيين، والمرافق الحكومية التي يسيطرون عليها، وما يتعلق بالمواقع التي يستهدفها طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وتطلق وسائل إعلام الحوثيين، ومنها ما انتقل من مفردات في الوكالة المسيطر عليها صفة "العدوان" على السعودية، فيما ميلشيا "أنصار الله" وقوات الرئيس المخلوع بـ"قوات الجيش واللجان الشعبية". وتصف الوكالة، قوات "المقاومة الشعبية" المناهضة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس هادي بـ"المرتزقة وعناصر القاعدة".

لكن في المقابل أطلقت حكومة بحاح، موقعاً مشابهاً لوكالة سبأ، في العاشر من مايو/أيار الماضي، ودعت اليمنيين والصحافيين ووكالات الأنباء العربية والعالمية إلى الاعتماد على الموقع الجديد كبديل للموقع الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثيين. وتدير حكومة هادي الوكالة من العاصمة السعودية الرياض، إلا أنه واجه انتقادات ببطء نشر أخباره. فكتبت الناشطة فاطمة الأغبري "اللي يعرف من الذي يدير موقع سبأ التابع للحكومة الشرعية ياليت يقول له حدّث الاخبار أول بأول، عيب موقع رسمي زي هذا الاخبار حقه ما هي طازجة".

وليس الحال مختلفاً فيما يتعلق بتلفزيون اليمن، الذي سيطر عليه الحوثيون بعد جولة من المعارك قرب مجمع البث الفضائي للمحطات التلفزيونية الحكومية في منطقة الجراف شمالي العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

ويتشابه الشكل العام والشعار الذي تحمله المحطتان، إلا أن الفروق فيما يتعلق بالمحتوى والمضمون الإعلامي الذي تبثه على مدار الساعة مختلف تماماً، فواحدة تؤيّد الشرعيّة، وأخرى تؤيّد المليشيات وانقلابها.


اقرأ أيضاً: الصحافيون اليمنيون: أفواهنا مكممة
المساهمون