حكمت محكمة الجنايات في مدينة انواذيبو، شمال موريتانيا، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بالإعدام على شاب موريتاني يدعي محمد ولد مخيطير، لاتهامه بالإساءة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم).
وكان ولد مخيطير قد اعتقل فى شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد نشره مقالاً اعتُبر على نطاق واسع مسيئاً للنبي (محمد صلى الله عليه وسلّم)، وتضمن المقال ما يعتبره الشاب دلائل على وجود القبلية والتمييز على أساس عرقي فى بداية الإسلام وفي عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ونشر موقع موريتاني المقال المذكور قبل أن يعود ويسحبه ويعتذر عن نشره.
وقد اندلعت تظاهرات عنيفة في معظم مناطق موريتانيا حينها تنديداً بالمقال، واستقبل الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعض هذه المسيرات المنددة بالمقال أمام القصر الرئاسي، وتعهّد بمحاكمة الشاب ولد مخيطير وتطبيق الشريعة فيه.
أسرة الشاب ولد مخيطير أصدرت بياناً تبرأت فيه من ابنها وممّا صدر عنه، غير أن بعض المنظمات الحقوقية تضامنت مع الشاب ولد مخيطير، وطالبت بمناقشته والتحقق من مضمون ما قال وهل كان يقصد منه الإساءة أم لا.
وفي دفاعه أمام القاضي، أنكر الشاب ولد مخيطير أن يكون أساء للنبي صلى الله عليه وسلم، وأعرب عن استعداده للتوبة إذا كان كلامه تضمّن إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.
مصادر إعلامية كانت تحدثت قبل أيام عن إيعاز الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى السلطات القضائية بالإسراع في إجراءات محاكمة الشاب محمد ولد مخيطير والناشط الحقوقي بيرام ولد عبيدي، المتهم هو الآخر بإثارة الفتنة وتهديد السلم الاجتماعي، وذلك بعد ضغوط خارجية مورست على موريتانيا للإفراج عنهما، وكان آخر هذه الضغوط من الاتحاد الأروبي، غير أن الرئيس ولد عبد العزيز رفض الطلبات الأوروبية بالإفراج عن الناشط الحقوقي بيرام ولد عبيد، واعتبرها ابتزازاً قائلاً إن بلاده ترفض الابتزاز.
يذكر أن الحكم، الذي صدر ليلة أمس على الشاب محمد ولد مخيطير، حكم ابتدائي قابل للاستئناف.