الإرهاب في فرنسا يربك سياحة المغرب

25 يناير 2015
فرنسا طمأنت مواطنيها عن الوضع الأمني في المغرب (أرشيف/Getty)
+ الخط -
تسود حالة من القلق، في الأوساط السياحية بالمغرب، من التأثيرات السلبية المحتملة للعمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس في السابع من يناير/كانون الثاني الجاري، حيث يحتل الفرنسيون الصدارة في قائمة السياحة الوافدة للبلاد.
ويشكل السياح الفرنسيون ما بين 35 و40% من مجمل السياح الوافدين إلى البلاد، تعتبر فيه السياحة ثاني أكبر مساهم في إجمالي الناتج المحلي، بعد الزراعة، بنسبة 10%.
ويتوقع أن يجذب المغرب 20 مليون سائح في أفق 2020، بحسب الخطة التي وضعتها الحكومة، وتساهم السياحة بحوالي %8 من إجمالي الناتج المحلي للمغرب.
وتوقع مصدر سياحي من مراكش، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، تراجع الحجوزات في الربع الأول من العام الجاري، في اتجاه المغرب بنحو 30%، وهو ما يأتي في ظل تراجع الإقبال على الفنادق في الفترة الأخيرة، وأكد مصدر بأحد الفنادق العالمية في مراكش، رفض ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، أن معدل إشغال الفندق لا يتعدى في هذه الأيام 20%. وتلك نسبة يراها تسري على أغلب الفنادق المصنفة في المدينة التي تعتبر أهم وجهة سياحية في المغرب.
وقال الرئيس العام لشركة سياحة، عثمان الشريف العلمي، في تصريح صحافي قبل أيام، إلى أن ما حدث بباريس يشكل ضربة قوية للسياحة بالمغرب.

ويشكو المغاربة من الخلط الذي يقع لدى السياح بين المغرب وبلدان أخرى تشهد، توترات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا ما شدّد عليه المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع زويتن، أول أمس، خلال لقاء بالدار البيضاء، حول السياحة.
ويعتبر رئيس الفيدرالية الدولية للإعلاميين والكتاب حول السياحة، التيجاني حداد، خلال ذات اللقاء، أن المغرب يجتاز مرحلة أزمة بسبب الخلط بينه وبين أسواق سياحية أخرى في المنطقة تتميز بالتوترات التي تخترقها، وهو خلط سيتجلى أكثر في السوق الفرنسي، بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت باريس.
ويشير الاتحاد الوطني لوكالات الأسفار الفرنسية، إلى انخفاض حجوزات السياح الفرنسيين في اتجاه المغرب الوجهات الخمس في العالم التي يحبذها السياح الفرنسيون، غير أنه زاد ، مع صعود التوتر في العالم العربي، حيث تراجع مستوى الحجوزات التي يقوم بها الفرنسيون في اتجاه المغرب.
وتعول الدولة المغربية على إيرادات السياحة وتحويلات المغاربة المقيمين في الخارج، من أجل دعم احتياطي النقد الأجنبي الذي يكفي حاليا لتغطية نحو خمسة أشهر من واردات السلع والخدمات. وفي ظل تراجع أنشطة السياحة في أوروبا بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية، يعمل المغرب على الترويج لوجهته السياحية في بلدان أخرى مثل روسيا وبولندا والبرازيل وبلدان الخليج العربي.
وبلغت إيرادات السياحة في العام الماضي، حسب مكتب الصرف، حوالي ستة مليارات دولار، بزيادة طفيفة بنسبة 0.4%، مقارنة بعام 2013، في ذات الوقت، وأشارت إدارة الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، إلى أن عدد السياح الذين وفدوا على المغرب، حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بلغ 9.5 ملايين سائح، بارتفاع بنسبة 2.9%.
وبدأت تحذيرات الخبراء منذ بروز أولى نوايا إلغاء رحلات في اتجاه البلد، بعدما صنفت فرنسا المغرب قبل ثلاثة أشهر ضمن البلدان التي تنطوي على أخطار، خاصة بعد اختطاف السائح الفرنسي في الجزائر وتصاعد عمليات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في عدة دول عربية، ذلك ما دفع السلطات الفرنسية إلى طمأنة السياح حول الوضع في المغرب، الذي يبتعد عن مناطق الاضطرابات نسبياً.
المساهمون