و"اللَّادِينُو" هي لهجة يهود الشتات الأندلسي الذين استقر معظمُهم في بلاد البلقان وتركيا، وهي لهجة محلية تمزج العبرية بالقشتالية، وتُقابلُها "الحاكيتيَّةُ"، وهي لهجة يهود الشتات الأندلسي نفسه ممّن استقروا في بلاد المغرب الكبير، وبين اللهجتيْن اختلافات لا محالة.
مدير الأكاديمية الملكية الإسبانية، دارِيُّو بِيَّانْويفا، اعتبر الأمر "وفاء بديْن تاريخي"، ووضَع خبرة أكاديميته وإمكاناتها ومؤسّساتها في خدمة هذا المشروع لإخراجه إلى الوجود قريبا، وقد تعهَّدتْ مؤسّساتٌ داخل إسبانيا مثل "بيت سفاراد-إسرائيل"، وخارجَها في الكيان الصهيوني، بما في ذلك حكومة الاحتلال في تل أبيب بدعم هذا المشروع.
اللافت هو أنّ الموريسكيين عرفوا المصيرَ ذاته، فقد طُرِدوا من الأندلس، بعد طرد اليهود بسنوات قليلةٍ، ولا يزال أحفادُهم إلى الآن ببلاد المغرب، لكنهم لم يُتقدَّم إليهم باعتذار، ناهيك عن أنْ يُمنَحوا الحقَّ في الحصول على الجنسية الإسبانية والحقوق الثقافية الأخرى، ومنهم بالتأكيد من يغرق في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولته الوصول إلى الضفة الأوروبية، خاصة الإسبانية.
فماذا فعل العرب والمسلمون من أصول أندلسية لانتزاع حقوق شبيهة بما ناله اليهود على الأقل، عِلْما بأنّ حضور ثقافتهم العربية في الحضارة الإسبانية أعمق وأكثر تأثيرا؟