الأمن المصري يقتحم "الصحافيين" ويعتقل بدر والسقا

وصادرت القوات الأمنية الهويات الشخصية لعائلات الصحافيين المعتقلين المعتصمين بالنقابة، لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وأفاد صحافيون من داخل النقابة بأن "جحافل الأمن اقتحمت مقر النقابة خلال اعتصام الصحافيين، وأخلت المبنى من العاملين والموظفين، لحصولهم على إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال، وتعاملت قوات الأمن بعنف شديد مع الصحافيين المتضامنين مع بدر والسقا". 

فيسبوك

وتمكن الصحافيان المصريان عمرو بدر ومحمود السقا من الانتقال إلى نقابة الصحافيين
المصرية، بوسط القاهرة، أمس السبت، وأعلنا دخولهما في اعتصام مفتوح داخلها، اعتراضاً على قرار ضبطهما وإحضارهما، وملاحقتهما أمنياً، على خلفية كتاباتهما الصحافية ومواقفهما السياسية من رفض نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية بموجب اتفاقية ترسيم الحدود الأخيرة. 

عمرو بدر صحافي "مشاكس"، بدأ رحلته في بلاط صاحبة الجلالة، صحافياً بجريدة الأهالي. وكان يعمل صحافياً ميدانياً، وتخصص في شؤون النقابات المهنية. ومنها انتقل للعمل بجريدة "الدستور" الأصلية، والتي كان يترأس تحريرها آنذاك، إبراهيم عيسى. خاض بدر في "الدستور" تجربة صحافية جديدة، إذ كان مسؤولاً عن تدريب صغار الصحافيين والمتدربين، وهو ما أكسبه شعبية، ازدادت مع بدء أزمة "الدستور" عام 2010، عندما تم بيعها.

فيسبوك

كان بدر أحد أعمدة اعتصام صحافيي "الدستور"، واجتهد بعد إغلاق الجريدة، في إعادة إحياء الموقع الإلكتروني لها مع عدد من صحافييها.

أما سياسياً، فكان عمرو بدر أحد الداعمين لحملة "تمرد"، لسحب الثقة من الرئيس المعزول، محمد مرسي، بالاشتراك مع ابن أخيه، العضو المؤسس بحركة "تمرد"، محمود بدر، والذي انحرف لأقصى اليمين في مواءمة مع النظام الحالي، أوصلته لعضوية مجلس النواب، تاركاً عمه عمرو يصارع في صفوف اليسار ضد النظام الحالي، بعدما تفاقمت جرائمه وانتهاكاته. 

وفور اعتقال بدر والسقا، أعلن الصحافي وصاحب فكرة مشروع مستشفى "يناير الخيري"، محمد الجارحي، دخوله في اعتصام مفتوح داخل نقابة الصحافيين المصرية، احتجاجاً على اعتقال زميليه من داخل النقابة. 

وقال على حسابه الخاص على "فيسبوك": "وصلت نقابة الصحافيين وأعلن دخولي في اعتصام وإضراب مفتوح عن الطعام، اعتراضاً على اقتحام الأمن للنقابة واعتقال الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا".

من جهته، علق منسق لجنة الحريات في النقابة، خالد البلشي، على نبأ اعتقال بدر والسقا. وقال البلشي عبر حسابه الخاص على "فيسبوك" "تلقيت أنا والزميل جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة خبر الاعتداء السافر والغاشم وغير المسبوق على نقابة الصحافيين بعد وصولنا للمغرب بساعات ونحن الآن نبحث عن وسيلة للعودة بأسرع ما يمكن".

وتابع "لا بد من وجود رد قوي وسريع من جانب كل الجماعة الصحافية.. أعتقد أن الأمر تعدى نطاق مجلس النقابة للجمعية العمومية التي يجب أن تكون حاضرة بقوة في هذا المشهد، وفي مواجهة هذا الاعتداء غير المسبوق على مؤسسة النقابة وعلى الصحافة المصرية... لا بد من تدارس رد أيضاً على مستوى الصحف المصرية سواء بتسويد صفحاتها أو بالاحتجاب أو بالخروج بمانشيتات موحدة ضد العدوان على نقابة الصحافيين.. وكذلك لا بد أن تحضر الجمعية العمومية للدفاع عن نقابتها وعن المهنة.. ما حدث أمر جلل وخطير ولا يجوز أن يتم تجاوزه دون وقفة حقيقية للدفاع عن المهنة وعن النقابة". 

وأضاف البلشي "مرة أخرى، نحاول أنا وجمال عبد الرحيم البحث عن وسيلة سريعة للعودة لنكون بجانب زملائنا في مجلس النقابة وفي الجمعية العمومية". يُذكر أن البلشي مسافر حالياً إلى المغرب، وليس في القاهرة.