قتل أكثر من 250 ألف شخص في سورية منذ بداية الصراع قبل أربع سنوات، وجرح أكثر من مليون، ونزح حوالى 7.6 ملايين شخص داخل سورية، إضافة إلى لجوء أربعة ملايين سوري خارج البلاد، وإلى دول الجوار في الغالب. هذه بعض الأرقام، التي قدمها ممثل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفان أوبراين، في إحاطته أمام مجلس الأمن في نيويورك، الخميس، حول الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وقال أوبراين: "إن العنف مستمر ويتصاعد في جميع أنحاء البلاد. وأدت الهجمات التي نفذتها جميع أطراف النزاع إلى سقوط الضحايا. كما تمنع الخدمات الأساسية، كالمياه، عن مئات الآلاف من السوريين إضافة إلى تدمير البنية التحتية". وأكد مبعوث الأمين العام أن الهجمات الجوية من قبل الحكومة السورية على أحد الأسواق في دوما بين الـ 12-16 من الشهر الجاري، والتي تلتها هجمات أخرى في وقت لاحق من الشهر، أدت إلى مقتل أكثر من مئتي شخص وجرح أكثر من 400، مضيفاً أن "تلك الهجمات جاءت بعد أيام معدودة من قصف دمشق العشوائي من قبل منظمات مسلحة غير تابعة لدولة، التي تلاها قصف آخر لدمشق في 23 و 24 من الشهر الجاري أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل"، مؤكدا في الوقت ذاته على استمرار استخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين من قبل قوات النظام السوري.
وعلى الرغم من الصعوبات الجمة، التي تواجهها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات المتعاونة معها على الأرض، في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الملايين من المحتاجين في سورية، إلا أن أنها تمكنت ومنذ بداية العام الجاري من تقديم المساعدات الغذائية إلى أكثر من 5.9 ملايين شخص شهرياً. وتمكنت كذلك من تقديم الأدوية والمعونة لأكثر من 9 ملايين شخص إضافة إلى إيصال المياه لأكثر من 5 ملايين سوري، كما تم تقديم المساعدات الأساسية لأكثر من 4 ملايين شخص.
وأكد أوبراين أنه وعلى الرغم من تقديم المساعدات لملايين السوريين، إلا أنه ما زال هناك الملايين في سورية لا يمكن الوصول إليهم وتقديم المساعدات لهم، خاصة أولئك القابعين في المناطق المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها، ويصل عددهم إلى حوالى 4.6 ملايين شخص. وقال إن "الأمم المتحدة تمكنت فقط من الوصول إلى 12 بالمائة من الأشخاص المتواجدين في المناطق، التي يصعب الوصول إليها وتقديم بعض المساعدات الأساسية لهم". وشدد أوبراين في هذا السياق على "أن أطراف النزاع في سورية تمنع وصول مساعدات للمناطق المحاصرة. وتمكنت الأمم المتحدة من تقديم الغذاء والمساعدات الأساسية لأقل من واحد بالمائة فقط من الأشخاص المحاصرين، وتمكنت من تقديم المساعدات الطبية لـ 2 بالمائة فقط من الأشخاص المحاصرين في تلك المناطق شهرياً في النصف الأول من السنة الحالية".
وعبّر مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية عن قلقه الشديد إزاء مصير لاجئي فلسطين في سورية، مؤكدا أن "أنروا" تمكنت من تقديم المساعدات الأساسية لعدد منهم خلال الشهر الجاري، مضيفاً "وعلى الرغم من ذلك فإنني أشعر بالقلق الشديد على وضع لاجئي فلسطين في سورية". واطلع أوبراين خلال زيارته الأخيرة لسورية على أوضاع مدينة حمص قائلاً: "لقد ذهلت من هول الدمار الذي حل بحمص نتيجة أربع سنوات من الاقتتال، حيث دمرت أغلب بيوتها بشكل كامل".
ومن المقرر أن يزور مبعوث الأمين العام مخيمات للاجئين السوريين في كل من الأردن وتركيا في شهر أيلول/ سبتمبر القادم، للاطلاع على أوضاعهم والمساعدات التي يجب تقديمها لهم وللدول المضيفة.
اقرأ أيضاً: "داعش" يفشل باقتحام مارع بريف حلب