الأمم المتحدة تبحث في ضم القرم... وتيموشنكو تترشّح للرئاسة

27 مارس 2014
قرار الجمعية العامة لن يكون ملزماً (سام اوزديل، Getty)
+ الخط -

لا يزال الوضع في أوكرانيا يراوح مكانه، فبين انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لـ"محاسبة" القيادة الروسية من جهة، وحماسة لندن لحلّ دبلوماسي على قاعدة أن التهدئة هي الخيار الأفضل، قفز إلى المشهد الداخلي الأوكراني ترشح المعارِضة يوليا تيموشينكو لرئاسة البلاد.
وتلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، للسعي من أجل اصدار قرار يؤكد سلامة ووحدة الأراضي الأوكرانية، ويصف الاستفتاء الذي أدّى الى ضم روسيا شبه جزيرة القرم بـ"غير الشرعي".
وأعرب مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، يوري سيرغييف، في مقابلة مع وكالة "الأسوشيتد برس"، أمس الأربعاء، عن ثقته بأن "القرار يحظى برعاية ودعم عشرات الدول الديمقراطية". لكن سيرغييف لم يستطع توقّع كم منها سيؤيد القرار.
وقال سيرغييف إنه "سيتم التصويت لصالح القرار، لكن الأهمية تنبع من مدى عمق فهم أعضاء الأمم المتحدة للخطر الذي تواجهه المنظمة هذه الأيام". وأشار إلى أن "اجتياح روسيا شبه جزيرة القرم وضمها إليها، يقوّض المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة ومذكرة بودابست لعام 1994، والتي ضمنت روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا بموجبها سلامة الأراضي الأوكرانية، عندما قامت كييف بتسليم نصيبها من الترسانة النووية السوفييتية إلى موسكو عقب انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991".

وفي محاولة لمواجهة سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، كشف سيرغييف أنه "أبلغ المجموعات الإقليمية أن الاحتجاجات جاءت رداً على أفعال حكومة الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، وليس الغرب، وأن أوكرانيا ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي أو عضواً في الاتحاد الأوروبي".

وتابع سيرغييف أن "دولتنا ليست تابعة لكتلة ما. ما نتطلع إليه، في الاتحاد الأوروبي، هو الاتحاد من أجل الشراكة".

يُذكر أنه لا يمكن نقض قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة، ومع أنها غير مُلزمة، إلا أنها تعكس الرأي العام العالمي.

وبينما تحظى أوكرانيا بكثير من التعاطف من جانب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلا أن لدى روسيا الكثير من النفوذ في المنظمة الدولية، ويلفت دبلوماسيون الى أنه "من المرجح أن يكون هناك الكثير من الامتناع عن التصويت".
وقال أحد الدبلوماسيين، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إنه في حال صوّتت ما بين 80 و90 دولة لصالح وحدة أوكرانيا، فإنّ ذلك "سيكون كفيلاً ببعث رسالة معارضة قوية لروسيا، لكن ذلك سيعني أن دعم القرار يأتي من قبل أقلّ من نصف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".

ويعيد مشروعُ القرار التأكيدَ أنه طبقاً لميثاق الأمم المتحدة، على الدول كافة الابتعاد "عن التهديد أو استخدام القوة ضد سلامة أراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة، وأن تُسوّى نزاعاتها الدولية بالوسائل السلمية". ويؤكد أيضاً قيام الجمعية العامة بـ "الالتزام بالسيادة والاستقلال السياسي وسلامة ووحدة أراضي أوكرانيا ضمن الحدود المعترف بها دولياً". وسيدعو الدول كافة "إلى الكف عن أية محاولات لتعديل حدود أوكرانيا عبر التهديد أو استخدام القوة أو أية وسائل أخرى والامتناع عن ذلك".
وبموازاة العمل على تأمين التصويت، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادرها تأكيدهم تحرّك دبابات أوكرانية وهي تستعدّ لمغادرة القرم عائدة الى كييف.

من جهة أخرى، رفعت بريطانيا شعار "التهدئة"، إذ توقّع وزير الدفاع فيليب هاموند أن "يسعى الرئيس فلاديمير بوتين الى تهدئة الأزمة في أوكرانيا، وألا يتخذ إجراءً آخر بعد ضم شبه جزيرة القرم"، مطالباً الغرب بعدم إضفاء صبغة عسكرية على المواجهة.

وكانت روسيا قد حشدت قواتٍ على حدودها مع شرق أوكرانيا، مما أثار مخاوف من امكانية نشوب الحرب، لكن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أكد، اليوم الخميس، أن "القوات الروسية تجري تدريبات، وليست لديها خطط لعبور الحدود".

تيموشنكو إلى الرئاسة

وفي سياق التطوّرات، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، يوليا تيموشينكو، اليوم الخميس، أنها ستخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار المقبل. وقالت تيموشينكو، التي أُفرج عنها من السجن الشهر الماضي عقب إطاحة غريمها، يانوكوفيتش، إنها "ستعمل على حماية وحدة أوكرانيا".
وأشارت السياسية الأوكرانية الى أنها ستكون "مرشحة الوحدة الأوكرانية"، وذكّرت أن "غرب ووسط أوكرانيا صوّتا دائما لصالحي، لكنني ولدت في الشرق في دنيبروبيتروفسك". وستكون هذه المرة الثانية التي ستخوض فيها تيموشينكو الانتخابات الرئاسية، التي خسرتها بفارق ضئيل أمام يانوكوفيتش في 2010.
ويمثل صعود تيموشنكو مجدداً إلى صدارة الحياة العامة في أوكرانيا عودة لواحدة من أكثر الشخصيات إثارة للاستقطاب في المشهد السياسي في البلاد. وبينما تحظى بالإعجاب بوصفها "أيقونة للديمقراطية"، يضمر لها آخرون كرهاً شديداً بصفتها "شخصية متلاعبة لها ماض غامض". وجزمت تيموشينكو أنها لن "تهدر ثقة الناخبين هذه المرة". وعن هذا الموضوع قالت: "سأبذل كل ما في وسعي لضمان ألّا تؤدي الثورة الأوكرانية الثانية إلى انعدام الثقة واليأس والإحباط. سأعمل كل يوم كي أحافظ على الثقة التي يمنحها لي الشعب".
وبرزت تيموشينكو على الساحة الدولية خلال "الثورة البرتقالية" في شتاء وربيع 2004-2005، والتي تكلّلت بإجراء انتخابات رئاسية كانت موضع انتقاد واسع، ومنحت يانوكوفيتش الفوز، قبل أن تمنح اعادة الانتخابات الرئاسة إلى حليفها السياسي فيكتور يوتشنكو، الذي اختارها رئيسة للحكومة في حينها. ووسط استياء واسع من أداء حكومتها، جرى انتخاب يانوكوفيتش مرة أخرى في 2010.

 

 

المساهمون